ذاكرة اللوز

ذاكرة اللوز

ذاكرة اللوز مجموعة  من النصوص الصادرة عن دار الرصيف للنشر والتوزيع للعام 2013 للكاتب يامن النوباني  وتقع هذه المجموعة من النصوص في 172 صفحة من القطع المتوسط.
لم تتخذ هذه النصوص شكلا محددا وطابعا واضحا فقد راوحت بين أدب الومضة أو ما يعرف بأدب القصة القصيرة جدا، وجاءت في باب آخر متخذة شكل الشعر المنثور، واقتصرت في كثير من الأحيان على جمل قصيرة أو جملة واحدة مقتضبة اتخذت شكل الحكمة أو القاعدة أو النصيحة.

حمل الكاتب عنوان أعماله ونصوصه ثقلا كبيرا حين أسماها " ذاكرة اللوز" إذ تنتشر زراعة اللوز في حوض البحر الأبيض المتوسط سيما بلاد الشام وإن كان هناك بعض الزراعات الناجحة لهذا النوع في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أعطى هذا العنوان إشارة مباشرة إلى أن هذه النصوص تنتمي إلى بيئة المتوسط وتتحدث عن فلسطين بشكل خاص، وهذا ينقل وعي القارئ باتجاه فهم الطبيعة المتشكلة في فلسطين في الفترة التي حددها الكاتب من خلال ما قدمه، وهذا يزيد قدر المسؤولية الملقاة على النص وكاتبه.

قدمت النصوص بين دفتي الكتاب يطريقة ذاتية مباشرة حيث تم استخدام ضمير المتكلم والحديث عن تجارب بدت ذاتية أو هكذا أراد الكاتب لها أن تكون، وقد جاءت لغة العمل في كثير من الأحوال مقدمة لحالة استعلائية تمت صياغتها يتواتر حيث تم الاسراف في استخدام صيغة الأمر وبشكل مكثف في مواضع عديدة وهذا حد من تشكل علاقة نفسية واضحة بين عناصر وشخوص العمل الأدبي.
يقدم الكاتب لفصوله الإثني عشر والتي أفرد كل منها بعناوين عديدة مقتبسا نصوصا مكثفة لمجموعة من الكتاب العرب والفلسطينيين وجاءت النصوص بعد ذلك حالة مكثفة وموسعة في فضاء النص الأول الذي قدم فيه فصله.
يصعب تلخيص عمل يجمع بين شتات أفكار متناثرة كهذا في بوتقة واحدة إلا أن هناك مضامين عديدة تكررت غير مرة، وأثر يتركه النص في القارئ.
الذات:
جاء عرض الذات في النصوص من خلال صيغة الراوي الأول الأنا والتي عكست في العمل صيغة الرجل ، وإن اختلفت أحواله وأماكنه" مسافرا، طالبا، شاعرا، مرتادا للمقاهي، معتقلا، وإن لم يتم بناء سمات جسدية لهذه الشخصية إلا أنها قدمت بعبارات تظهر نوعا من السلطة " حدودها المرأة فقط"، كما عرض حادا بكلامه وبطبيعة تقييمه لتأثيره في المحيط.
المرأة: جاء عرض المرأة في النصوص كافة لتكون حالة موازية في صياغة كل نص ومشكلة لأي حالة نفسية تم الحديث عنها، وإن عرضت بصورة المرأة الصموت التي تمضغ الخيبات وتتلقى الصفعات والإهانات ورغم ذلك تعطي بحب. كما استخدمت بطريقة أخرى وإن لم يتم تجسيدها وإعطاء الروح لها لتحمل عبء الوطن ورمزيته.
القهوة:
ذكرت القهوة في أغلب نصوص العمل وجاءت مقحمة أحيانا ولا تضيف الكثير للحالة الفنية ولا يؤثر في بناء الشخوص.
إن هذه النصوص الصادرة لكاتب شاب ينتمي لجيل عاش الانتفاضة الشعبية المجيدة 1987 ومراحل التسويات وصولا إلى العام 2013 تضعنا أمام تساؤلات حول ماهية الأدب الذي باتت تقدمه هذه الفئة، وطبيعة صورة الوطن الذي بعكس في أعمالهم ، فقد احتاج الكاتب مثلا إلى ذكر بعض السنوات في مطلع رسائله لتكون واضحة ولم يستخدم طريقة إيحائية أخرى، ناهيك عما تعكسه النصوص من آليات تعامل هذا الجيل مع المرأة كقيمة انسانية، وما باتوا يعكسوه عن طبيعة وجودها في المجتمع الفلسطيني في المراحل المختلفة.

اللغة والكلمات وبناء الجغرافية:

جاءت الكلمات التي استخدمها الكاتب مباشرة واضحة، لكنها لم تكن كفيلة برسم صورة انسانية لشخوص العمل الأدبي.فالنص الذي أفرط الكاتب فيه في استخدام عبارات العشق والحب بدا مفرغا من هذه القيمة فوجود الكلمات لم يكن كفيلا برسم هذه الحالة الانسانية الراقية. وجاء الحضور الجغرافي للمكان في النصوص محدودا باستثناءات بسيطة.



تعليقات

المشاركات الشائعة