She spoke out لحظة الذاكرة الفردية

 "She Spoke Out" لحظة يمكنني فيها اكتشاف قوة، و صوت الفعل الماضي، الذي يرسم الذاكرة في صور، و يشكلها ضمن سلسلة من الكلمات، كلمات يصبح صوتها عالياً، بعد خوض صيرورة من التدريبات المشتركة التي قدمتها و أدارتها الكاتبة حنين أمين من مدينة جنين، و الكاتبة تسنيم زيادة من بريطانيا خلال لقاءات و ورشات الكتابة الإبداعية للنساء، التي يعقدها مسرح شظايا في جنين ا بالتعاون مع منظمة "Spark A Light".


"She spoke out" لحظة تجعل من الكلمة ضوءك الخاص، ضوء ترى فيه طريقك، و ضوء تبصر من خلاله الآخر، حيث كانت الكلمة طريقاً لتعزيز التواصل بين النساء من جنين، من فلسطين، من سوريا، من اليمن، و بريطانيا، نساء عاشت صراعات مختلفة، و خاضت تجارب متنوعة، ضمن صيرورة الاصغاء إلى الإنسان في كل واحدة منهن، و كل صوت.


" She spoke out" لحظة التفكير العميق في تفاصيل يومنا العادية، أحلامنا البسيطة، و بناء ذاكرة من الكلمات، ذاكرة ربما تجرحها بعض النتوء و الخدوش التي تفرضها الجغرافية، و تفاصيل الوجع اليومي، ففي الوقت الذي اعتدنا الحديث فيه عن الصعب، عن القهر اليومي، عن كل ما تفرضه الظروف السياسية الراهنة و انعكاساتها الإجتماعية و الاقتصادية من أثر على نفوسنا، يكبر الوجع فينا، و نفتش عن إحساسنا الإنساني الهادئ، لحظتنا العادية التي لفرط بساطتها لا نجرؤ على الإفصاح عنها.



مسرح شظايا واصل عقد ورشات إلكترونية في مجال الكتابة الإبداعية في أوقات واجهت فيها مدينة جنين كثيراً من الاقتحامات، اجتمعت كاتبات من اليمن وسوريا و فلسطين و تحدثن، تشاركن معاً الحكايات، التحقت بالمجموعة في وقت لاحقاً، بسبب انشغالي بدروس مركز تعليم اللغة الإنجليزية، و و لقاء بعد آخر  كان صوت حنين رحلة إلى التجول في ذاكرتنا الفردية، و السير في صيرورة تكوين الذات ضمن رحلة السير على جسور الكلمات .
و عبر مساحة مذهلة من الوقت تشاركت مع فلسطين أبو زهو 
 وسفانة عودة وأريج العيسة، وفاء محمد زكارنة و سجود إبراهيم، وسحر  الرخ، ودعاء الريفي، تجارب متنوعة عكست صوراً مختلفة لفلسطين، بينما كانت أنغام عوض صوتاً يعكس خضرة اليمن، و في عيون سهى غنام نتأمل نهر العاصي و نشتاق ساحة الأمويين في دمشق.
 
تؤكد حنين دائماً على صوت التعبير عن تجاربنا الذاتية من خلال الكتابة الإبداعية، و تعيد فلسطين تشكيل اللحظة الفردية بقالب جماعي مذهل، و تفتش دعاء الريفي من خيمتها في قطاع غزة عن ألوان ترسم فيها الأمل في عيون أطفال يلعبون الغميضة في ظل خيمة، و تعيد أريج عيسة ترتيب أبجدية الوقت بحثاً عن لحظتها اللامعة في ذاكرة خلاقة،




أما صوت وفاء فكان ابتسامة والدتها خولة، و صوتها وهي تعجن الوقت لتكون لحظة الإبداع لحظة مبتكرة، و صوتاً رنانا، وليس هناك الكثير لأقوله عني، فكلما مشيت في الطريق أكثر باتت المسافة أبعد من الاتجاهين، ولا زالت الطريق طويلة، ولا زلت على الطريق.

 أمس و بينما كنا نقلب القنوات الإخبارية و مواقع التواصل الإجتماعي في انتظار أخبار إنسحاب تكتيكي، بعد اقتحام دخل يومه الثامن في مدينة جنين، كانت أصواتنا تعلو ضمن فعالية " she spoke out" فعالية  أقيمت في غلوستر بريطانيا كأمسية شعرية شاركت فيها حنين أمين، وفاء زكارنة، فلسطين أبو زهو، و أنا سعاد شواهنة، تشاركنا كمجموعة من نساء فلسطينيات بقراءة نصوصنا، و قصائدنا، على أنني لا أكتب الشعر على أي حال، لكن ارتداد أصواتنا صدى جميل في لحظة الآن الخاصة التي نتشاركها.

 و كمخرج مشترك قدمته مؤسسة Spark a Light بالشراكة مع مسرح شظايا في جنين أقامت معرضاً من التراث الفلسطيني ، و أصدرت كتيّباً للقصائد المنتجة خلال اللقاءات كمخرج إبداعي لورشات الكتابة الإبداعية التي امتدت من صيف 2024 .

تعليقات

  1. شكرا لما فعلتم في ذاكرتي من عصف
    ساعدتموني على نبش أحاسيس كنت قد نسيتها

    ردحذف

إرسال تعليق