عيد الحب

عيد الحب
عيد الحب هي قصة قصيرة للأطفال اليافعين صادرة عن دار الأصالة للنشر والتوزيع للعام 2010 في طبعتها الأولى للكاتبة الدكتورة سناء علي الحركة. جاء غلاف الكتاب ترجمة مباشرة وعامة عكست رؤية الناس في المجتمع بشكل عام لمفهوم عيد الحب فالصبي مجد يلبس بلوزة حمراء ويحمل هدية بين كفيه، وفي وجهه ترتسم ترتسم عيون حالمة سارحة وغلاف الكتاب يتخذ اللون الأحمر من الاتجاهين، بينما تكون الكتابة باللون الأبيض.
الرسوم:
جاءت الرسوم الداخلية للقصة مكثفة تعرض بتركيز الأحداث المركزية في القصة وتروي وتتابع الانفعالات النفسية لصبي في سن الخامسة عشرة ، فمثلا اكتفت الرسامة سوزانا ابراهيم بالإشارة إلى حالة ارتباك وتفكير واضطراب مجد في المواقع المختلفة بصورته يجلس حائرا مسندا ظهره للقراء دلالة على الحيرة وكذلك أيضا جاءت ردة فعله حيال انتظاره ردة فعل جنى.
لغة القصة:
جاءت لغة القصة بسيطة سهلة استخدمت عبارات مثل الحرب العالمية الثالثة وهي عبارة مناسبة إذ تراعي المرحلة العمرية فاليافعين يدرسون الحروب العالمية الأولى والثانية وهذا الجزء من التاريخ في مراحل أساسية متأخرة. كما راعت القصة المستوى الفكري لهذه المرحلة.
عيد الحب وسن المراهقة:
التفكير بالآخر والحب ومحاولة اكتشاف الروح الأخرى والتعامل بشكل أكبر معها تبدأ بشكل كثيف في سن المراهقة ومن هنا تأتي هذه القصة لتؤدي دورا تثقيفيا وبطريقة سلسة هادئة، إذ تتخذ من يوم الحب موضوعا محوريا وتجعل من الشاب بطل الأحداث ومحور القصة، فنراه يتحدث عن أفكاره وآرائه ونراه يقيم طريقة تعامل المحيط معه وأمه وأبيه وجنى والأولاد في الصف وهذا يترك آثارا هامة على القارئ:
1.    القصة قريبة من جيل الشباب اليافعين وتتحدث عنهم بشكل مباشر وتهتم وتحترم مشاعرهم.
2.    لغة القصة ومواقف الأب والأم لم تكن نمطية ارشادية   كما  أنها لم تتخذ شكل النهي والحزم ولم تترك في روح مجد نوعا من الخوف.
3.    نجحت الكاتبة في الخروج من البوتقة الدينية التي تكتفي أن ها العيد حرام وليس من الدين فقد عمدت القصة إلى تدويل فكرة الحب والإشارة إلى قضايا هامة مثل حب الأهل الجيران والطبيعة والكائنات الحية والمدرسة والشارع وغيرها.
تميزت هذه القصة في مجموعة من الأفكار مثل:
·       الحوار والمشاركة:
جاءت قيمة الحوار والمشاركة واضحة من خلال تفكير الابن مجد بالحديث مع امه وأبيه حول مشاعره وما يفكر فيه، كما أشارت القصة إلى نوع من الحوار الداخلي للشخصية حين فكر بالصبية جنى وحين فكر  إلى من يلجأ الأب العاطفي أم الأم العقلانية.

·       التعبير بطرق مختلفة:
عرضت القصة أساليب تعبيرية مختلفة عن المشاعر مثل الهدايا والرسائل والعناق والكلمات كما عرضت عددا من المشاعر مثل الصدمة الحيرة الذهول الصمت الارتباك المساندة وغيرها.
·       " أبي عاطفي......... أمي عقلانية"   :

عرضت القصة من خلال رؤية الابن مجد لشخصية العاطفي والعقلاني فهو رأى في والده شخصية عاطفية وفي أمه شخصية عقلانية . مجد توقع المساندة من والده العاطفي أكثر من أمه ، لكن انفعال والده العاطفي كان مختلفا.
جاء تعبير أبيه عن موقفه العاطفي جدا من خلال محاولة الاب سماع ابنه بذهول ، بصدمة كبيرة ، ترجمت ردة فعله نوعا من الخوف الكبير على مشاعر ابنه الغضة هذا الخوف الذي عكسه الأب من خلال تحويل رؤية ابنه إلى اهتمامات اخرى كحب الطبيعة المحيط الأهل الأصدقاء الحيوانات وغيرها. وهذه الاشياء لا يمكن أن تعود على ابنه بالصدمة أبدا.

أما الام فكانت عقلانية أكثر وظهر لك من خلال شخصية مساندة بادرت إلى مشاركة ابنها مشاعره وقدمت له المساعدة في اختيار هدية لجنى وهكذا أشعرت ابنها بالثقة أكثر وتركت له أمر اكتشاف مشاعره وتقييمها وفهمها بشكل مباشر ومن خلال هذا تؤكد الأم أن أكثر ما نتعلمه يأتي من خلال التجربة الشخصية المباشرة.




تعليقات

المشاركات الشائعة