المسرح الفلسطيني وميض في عتمة الانتداب البريطاني


المسرح الفلسطيني وميض في عتمة الانتداب البريطاني 

إن معظم ما قدمته المسارح الفلسطينية في العشرينات والثلاثينات كان مسرحيات مترجمة عن الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية، منها: البخيل، وطبيب بالرغم عنه، ومدرسة الأزواج، والنساء العالمات لموليير، وهاملت وروميو وجولييت ويوليوس قيصر لشكسبير، والسيد "غرام وانتقام" وحكم الملوك لكورني، ولباب الغرام وأندروماك لراسين، وحمدان "هرناني" لفكتور هيجو، وفي سبيل التاج لبرنادين سانت بيير، و ترجم إلياس نصر الله حداد مسرحية "ناثان الحكيم" للشاعر الألماني اليهودي الأصل "لسنغ"، وطبعها في مطبعة دار الأيتام بالقدس  .
تصاعد الحركة المسرحية، ففي عام 1944 كان في مدينة القدس ما يزيد على عشرين فرقة ومع حلول النكبة 1948 كان عدد الفرق المسرحية في القدس وحدها ما يزيد على ثلاثين فرقة. وانتشر عدد من المسارح المعروفة في يافا مثلا مسرح "المدرسة الوطنية الأرثوذكسية" ومسرح "مدرسة الفرير" ومسرح "مقهى أبو شاكوش" ومسرح "مقهى الباريزيانا"، وفي مقاهي نابلس وجنين والناصرة وعكا، بالإضافة إلى مسارح أخرى أّقيمت في أوائل القرن العشرين، منها: مسرح "بستان الانشراح"، ومسرح "سينما عدن"، ومسرح "قهوة زهرة الشرق"، ومسارح المدارس الخصوصية والنوادي. 
قدم مسرح الفلسطيني أيام الانتداب المسرحيات السياسية، ولكن في وقت متأخر،  وذلك بسبب صرامة الرقابة البريطانية التي كانت توجّه أقسى معاملاتها ضد المسرحيات السياسية المطبوعة، غير أن هذا لم يحُل دون أن تلعب المسرحية السياسية دورها المهم، ففجرت أحزان الناس ونبهتهم إلى مآسيهم، و برزت   وخرجت في فترة ما بين الحربين مسرحيات تحارب الصهيونية وتحض على عدم بيع الأراضي لليهود، وصرف بعض الكتّاب همّه الأول للكتابة المسرحية الموجهة ضد النفوذ الأجنبي وتدخله في شؤون العرب الداخلية.

تعليقات

المشاركات الشائعة