أدب الأطفال في فلسطين وواقع الاحتلال

 أدب الأطفال في فلسطين وواقع الاحتلال



مع بداية الانتفاضة الثانية في فلسطين في العام ٢٠٠٠، وفرض سيطرة الاحتلال على الضفةالغربية وقطاع غزة مجدداً، وتعطيل عمل عدد من مؤسسات الدولة الحيوية، ومن ضمنها المؤسسات التعليمية و المدارس، عاد الاحتلال إلى الواجهة يضرب بيد من حديد في العمق الفلسطيني، و مجدداً يعمل على هدم المؤسسات، وإغلاقها، وهكذا يحتل الوطن مساحة هامة في كتب الأطفال و يرتكز على مفاهيم أن الأرض هي أساس الصراع، تكتسب أهمية خاصة حيث تظهر بوضوح في القصص المصورة وفي روايات الفتيان.





إن الكتابة للأطفال تحتاج إلى الموازنة بين التركيز على قيمة الأرض، وبعث الأمل في نفوس الأطفال، فإن أهم ما يقوم به كتاب أدب الطفل في فلسطين هو بعث الأمل، بأن هناك إمكانية في الانتصار وأن التعاون والتكاثف والتعاضد ضروري لتحقيق النصر. والتكاتف قد يأخذ شكلاً بسيطا كتكاتف الأطفال معاً ومشاركتهم قدر استطاعتهم من أجل إيجاد حلول لمواجهة الاحتلال كما هو الحال في قصة "كرمة آخر العنقود" ، حيث داهمت قوات الاحتلال بيت كرمة وخربت كل شيء فيه، وكسرت التلفاز الذي كانت تحبه كرمة، لكن أطفال الحارة قاموا بتحويل صندوق التلفاز إلى مسرح للدمى وهنا يأتي دور الكاتب في إعادة صياغة الأمل و البحث عن نوافذ فرح أخرى.



وتلعب الطائرات الورقية دوراً لافتاً في قصص الأطفال من حيث استخدامها كتعبير رمزي عن التكاتف، والقفز فوق العراقيل التي يفرضها الاحتلال مثل قصة "الطائرة"، لزكريا محمد، التي تحلق بألوان العلم أعلى من طائرة الأباتشي مصدر الخوف والعنف، أو الطائرة التي تحمل الطفلة إيمان إلى عالم خال من الظلم في "إيمان والطائرة الورقية" أو عبر الجنية التي تفعل فعل الطائرة كما هي الحال في قصة "ريحان وجنية الغيوم، التي تبدأ بالطائرة الورقية، لتحمله الجنية ليرى بلده فلسطين، وتدخله عالماً سحرياً فيه الأولاد يلعبون فرحين. وهنا يظهر واضحاً، أن واقع المخيم الصعب، لا يخففه إلا حلم العودة.











ومع قيام إسرائيل ببناء الجدار العنصري منذ حزيران (يونيو) 2002، على الأراضي الفلسطينية بارتفاع 9 م، مع بوابات يتحكم الاحتلال بفتحها، وتقسيم القرى الفلسطينية إلى قسم يقع داخل الجدار، وقسم خارج الجدار، ومنع التواصل بين العائلة الواحدة، وبين الأرض وأصحابها، بدأت قصص الأطفال تعبر عن هذا الوضع غير العادي. مثلاً، في قصة "في فضاء واحد" لمريم حمد، يبرز تأثير الجدار على الأسر والأطفال. القصة تتحدث عن صديقين، كانا لا يفترقان إلا ساعة النوم، لكن بعد إنشاء الجدار، لم يتمكنا من رؤية بعضهما البعض. فيلجأ الاثنان إلى الطائرة الورقية، يلتقيان من خلال الطائرتين فوق الجدار. وفي الواقع، راقت الفكرة للأطفال الآخرين، فصارت الطائرات الورقية، خاصة التي تحمل ألوان العلم الفلسطيني، نوعاً من التحدي الرمزي لهذا الجدار ولمن شيده.





وفي قصة "زهر الحنون"، تأخذ الفراشات دور الطائرة الورقية أو دور الجنية، حيث تُصدم ليلى حين ترى الجدار الإسمنتي يسد طريقها، ولا ترى سوى زهرة حنون واحدة حزينة كانت قد نبتت في أسفل الجدار، فتعلمها الفراشات بأن سبب الحزن هو فصلها عن أخواتها بهذا الجدار. تحمل الفراشات ليلى إلى الجهة الأخرى من الجدار وتطير بها إلى سهول فلسطين الخضراء، لترى الحنون الأحمر يملأ السهول. وتكتشف ليلى، أن الحنون خلف الجدار مثل الحنون أمام الجدار، كأنما تؤكد أن الهوية الفلسطينية لا تنقسم بالحواجز.

أما القصة الأخرى التي كانت جريئة في طرحها لموضوع أحقية الأرض، فهي قصة "السور لأماني الجنيدي. تتحدث القصة عن طفل يستغرب وجود هذا السور العالي. وعندما يسأل والده، يخبره بأن هذا الجدار هو من أجل حمايتهم، ويحذره من الاقتراب منه. وكلما حاول معرفة ما وراء السور، يمنعه والده، ليكتشف الابن فيما بعد أنهم ليسوا أصحاب البيت الذي يسكنون فيه، وأن هذا البيت هو للطفل الذي قتله أبوه وهو يتسلل ليرى بيت جده الذي يسكنه حالياً هو وأبوه.

تعليقات

  1. لو سمحتي بدنا توثيق اله بشكل افضل

    ردحذف
    الردود
    1. https://www.prc.ps/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%88%D8%A3%D8%AF%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A-2/

      هذا رابط لدراسة واسعة حول أدب الأطفال، استندت إليه في هذا المقال الصغير مودتي

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة