المكان في أدب الطفل الفلسطينيّ

المكان في أدب الطفل الفلسطينيّ



لا وجود للإنسان إلا من خلال المكان، ولا "قيمة" للمكان الخالي من الإنسان، المكان مسكونٌ بالإنسان، والإنسان حاضرٌ في المكان. فلا يتحقّق وجود الإنسان إلاّ من خلال المكان، كما أن أيّ مكان خالٍ من الإنسان يظل بالضرورة شكلًا هندسيًا، أو تجريدًا موضوعيًا مجردًا من التاريخ والقيم والمعاني." ( كوثر جابر – التشكيل المكانيّ في الرواية الفلسطينيّ)، ويظهر هذا في الأدب ففي التراث الأدبيّ العربيّ نجد نصوصًا كثيرة تتحدّث عن المكان ودوره، وعن التمسك به
والحنين إليه، والتغنّي بجماله،كشعر المعلقات والأطلال
يا دار عبلة بالحوار تكلمي
وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
ويقول أبو تمام :

كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه دوما لأول منزل


أما في الأدب الفلسطينيّ للكبار فيبرز حضور المكان، ويحتّل مساحات واسعة من هذا الأدب لأنّه شكّل محور الصراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ ، وقد تعددت صور التعبير عن العلاقة الحميمة المتينة التي عكست ارتباط الأدباء الفلسطينيين بالمكان/الوطن وتشبثهم بترابه
وفي أدب الأطفال الفلسطينيّ فلا زال حضور المكان محدودا ، إلا أن هناك بعض المبادرات الواعية من الكتاب الفلسطينيين لكتابة أدب الأطفال المرتبط بالمكان، ففي قراءة للباحثة حول قصة جمانة الرمانة للكاتب محمود شقير الصادرة عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل تورد تحت عنوان وعي المكان في روح الصغار أن الكاتب يستهل مجموعته القصصية منتميا إلى الوجع الجماعي الأكبر، إلى صورة الوطن المتألم في مخيم اليرموك، ووجع آخر لا زالت فلسطين موعودة به، وإن اختلفت في كل مرة تلك اليد التي تضغط على الزناد، فهو في كل الأحوال موت، تعيش فدوى مع أخيها أدهم بكاء ملائكياً لطفلين يبكيان أطفال فلسطين الذين تشتتوا مرة أخرى بعد لجوئهم إلى سوريا، ليصير لهم الآن ملاجئ أخرى في أصقاع الأرض

تعليقات

المشاركات الشائعة