روح البلاد عبق في طبق صيني

روح البلاد  عبق في طبق صيني

 ونسيت أنك
من وهم معجون
من ألم معجون
وعايش على قطرة دمع العيون
بهذه الروح المختلطة المتفككة حينا، والمتجانسة المتماسكة أحيانا أخرى، قدم الكاتب أمين قضماني مجموعته الشعرية الزجلية الشعبية بعنوان طبق صيني، وقد تناول الكاتب أنماطا متنوعة مختلفة من الزجل والغناء الشعبي والحداء والميجانا والعتابا والمواويل، مقدما سجادة كبيرة واسعة تتمازج فيها الألوان بسلاسة، وتتنوع فيها الخيوط منسجمة متراصة.
طبق صيني هو مجموعة شعرية شعبية للشاعر أمين قضماني وهو شاعر شعبي من مجدل شمس، حصل على الدرجة الأولى في الأدب الإنجليزي، ودرجة الدبلوم في الترجمة من جامعة دمشق، كما تعلم فن الرقص اللاتيني ورقص الصالون في المركز الثقافي الروسي في دمشق، وهو حاصل على شهادة في التربية من الكلية ألأكاديمية العربية في حيفا عام 2004. تقع المجموعة الشعرية  في 145 صفحة من القطع المتوسط، صادرة عن ستوديو إعلان للعام 2017، والمجوعة الشعرية مقسمة إلى اثني عشر فصلا في موضوعات متنوعة ومختلفة مما جادت بها قريحة الشاعر.

العنوان و تداخلات النص :
تنوعت الموضوعات الشعرية في المجموعة، حيث طافت قريحة الشاعر بين الغزل المباشر الواضح، الذي يقارب الغزل الحسي الصريح في الشعر العمودي، والغزل السريع القصير،
ما بين الليل وعتمة زمهاريرو       وبين النور ومخدة حريرو
وبين قلبي العليكي ذاب غيري      يجو مني محبي يستعيرو
 والتغزل بروح الطبيعة وجمالها وتجسيدها كسيدة غناء تتنوع على صفحتها الفصول، كما استحضر التاريخ واستنهض الهمم، وكان قريبا من المجتمع بكافة فصوله وأطيافه، فغنى الأم، والمعلم والمعرفة، والشوق، والشجاعة، واللهفة وغنى الصبية والشيخ، الصغير والفتى، الكادح والارستقراطي، بهذه الازدواجيات والثنائيات يأتي العنوان مساحة لاحتواء كل هذه التداخلات فهو  طبق صيني له أن يتسع ويحتوي أطيافا متنوعة من النكهات، ويظل على هذه الدرجة من البريق والجودة ، وربما استحضر الشاعر مكنون الأرض الشعبي المتداول في المثل الذي يقال لمدح الأشخاص و تقديم الإطراء لهم:( فلان مثل الزبدية الصيني من وين ما طرقته بيرن) .
الغلاف و أيدلوجية الوجود:
تعرض صفحة الغلاف طريقا ترابيا مسيجا بنباتات عشبية مصفرة في مراحل النضوج، وربما تشبه اصفرار القمح، ثم تكتنف الطريق على الجانبين بأشجار بامبو ممتدة وتنبت بينهن شجرة سرو كبيرة ظاهرة بلون بني وبعض الاخضرار الواضح في أوراقها، يوازن الكاتب بين نصه وصفحة الغلاف فالبامبو ينبت في مناطق كثيرة في العالم، إذ استثنينا المناطق القطبية،وبهذا تظهر رغبة الكاتب في أن يصوغ في نصه حالة شاسعة توائم أنماطا مختلفة من الجماهير وتطرب لها آذانهم، كما أن البامبو هو شجرة الحظ الذي قد يحمله الغلاف للكاتب والمجموعة.

انعكاس التنوع المعرفي في بحور القصيد:
لقد كان الغنى المعرفي حاضرا لغويا في القصيدة الشعبية، وقد استخدم الكاتب معارف اللغة وفنون الرقص في بناء قصيدة الزجل، كما تنوع بين الميجنا والعتابا والافتتاحيات والختاميات، و طاف في مواسم الطبيعة و أرجائها، كما كانت قصيدته عابقة بالحياة، غامرة بالألوان وعكست صورة حية لجبال الشيخ، ومروج المجدل، وسفوح الجولان السوري المحتل.   


تعليقات

المشاركات الشائعة