القدس في الأدب القصصي الفلسطيني


يقول سميرعطا الله - الكاتب اللبناني - في روايته يمنى واصفا القدس ومشاعر الانسان الممتزجة والمتداخلة حيالها “كم يشعر المرء في القدس أن السماء قريبة و الأرض بالية ، كيفما تلفت الانسان يرى السماء جزءاً من الأرض ، أو طبقة منها ، وتبدو الشمس من خلف الأقصى أو من وراء الجلجلة ، وكأنها أشرقت من القبة أو غابت في جبل الزيتون.”
تتعاقب السنين ويتقادم الزمن، و مكانة القدس تبقى تلك المكانة الشامخة الرفيعة، وقد تم اختيار مدينة «القدس» في العام 2009 عاصمة للثقافة العربية وذلك للحفاظ على مكانتها والتأكيد على عروبيتها.
اعتنى الكتاب العرب و الفلسطينيين بالقدس، فكانت الأيقونة الحاضرة دوما في الأدب، والشعر، والرواية، والقصة القصيرة، والمسرح.
عرضت قصص القدس التي يغلّب عليها الإيقاع الاجتماعي وشبكة العلاقات على سائر الروابط، عرضت لأبعاد اجتماعية متنوعة، فقد تناولت بعض القصص الهموم الاجتماعية اليومية لسكان مدينة القدس، ومعاناتهم من الاحتلال، واصطدامهم بما يفرضه عليهم من قوانين وأنظمة تتعلق بحياتهم الاجتماعية، كالحصول على تصريح عمل، أو منع خروجهم من القدس إلى البلاد العربية الأخرى، أو الضائقة المالية التي يمرون بها، كما عرضت بعض القصص لصورة المرأة في القدس، إذ تناولت نموذج المرأة الأم، إلى جانب نموذج المرأة المناضلة التي تقاوم الاحتلال.

يتناول الكاتب عمير دعنا في قصته «الليراات العشر» هموم العمال الفلسطينيين في مدينة القدس تحت الاحتلال، واصطدامهم اليومي بقوانين الاحتلال وأنظمته، وتعرض قصة «يوم تحت الاحتلال» للكاتب عبد الرحمن عباد من بيت لحم، ما حدث مع الأستاذ خليل الذي فصل من عمله في التربية واضطر ليكون عاملاً وفي أول يوم يعمل فيه مع يونس في حاكورة يمتلكها اليهود، يأتي الموظف الاسرائيلي ويعطيه مخالفة بعشرين ليرة، لأنه يعمل دون تصريح، وما تكاد تمر ساعات حتى تأتي سيارة إسرائيلية، وتأخذ العمال العرب، ومنهم الأستاذ خليل إلى السجن، لأن لغماً انفجر قرب تلك المنطقة التي عمل فيها يوماً واحداً!


تعليقات

المشاركات الشائعة