مسرحية "عيد الميلاد في الواد"




"عيد الميلاد في الواد"

أمان وحنان ... أخوة تنين عايشين في وادي الأمان ، قرّب ييجي الشتا وموعد نومهم الطّويل ...

بس هالسّنة رح تكون شتوية ما إلها مثيل، وصلتهم رسالة في آخر الخريف ... بتقلهم يضلّوا صاحيين

وبقعدوا يستنوا الضيف؟ مين هوّ؟ وايمتا رح يوصل؟ خلّينا نروح مع أمان وحنان ونعيش مغامرة ولا في الأحلام

بهذه الكلمات استهلت الدعوات لافتتاح عروض مسرحية عيد ميلاد في الواد، المسرحية التي تستند إلى مسرحية المسلسل الكرتوني "وادي الأمان" والذي تدور أحداثه حول مغامرات شخصيات المومين والتي ابتكرتها المؤلفة الفنلندية توفي يانسون بهذا فقد حملت المسرحية روح المغامرة، والابتكار، والإبداع، وكانت قريبة من اللحظة الفلسطينية الخاصة، باقتراب الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.


وادي الأمان و روح الطفل:
تروي مسرحية عيد ميلاد في الواد قصة أمان و حنان، الذين يتلقيان رسالة من مجهول تدعوهم للبقاء مستيقظين بانتظار زائر إلى الوادي، وتخوض الشخصيات مغامرات متنوعة، بانتظار الضيف.
تعزف مسرحية عيد ميلاد في الواد على أوتار الطفل، و تحاكي حواسه، و تلعب على أوتار انفعاله، وتشعل موسيقى الفرح في عيون الأطفال،فالطفل هو ابتكار الله الجميل، يفكر باتساع الأرض، وبحرية خلابة، فلا حدود تقيد تفكيره ولا عوائق تقف أمام قدرته على الحلم والخيال، ورغم أن هذه المسرحية هي مسرحية الحدث اللحظي، مسرحية العيد، إلا أنها تحاكي مستويات فكرية ومجتمعية متنوعة.

فلسطين ......... وادي الأمان: 
 يمكن للأطفال أن يضجوا فرحاً، يمكنهم أن يغنوا، أن يصرخوا ويشاغبوا، في فلسطين، في الأراضي المحتلة، في برد الشتاء يمكن للعيد، للفرح و لطقوسه أن يزور الأطفال الحالمين بالغد، بالحرية، ببيوتهم التي هجروا عنها، فملامح العيد تزورنا جميعاً، وهي لا تطرق الباب، فالعيد يتسلل جميلاً في تفاصيل النهار. فالوادي يمكن أن يكون مشرعاً لاحتمالات عديدة، يمكن أن يكون أي مكان في هذا العالم، و يمكن أن يكون فلسطين، المكان الذي حدوده القلب، قبل أن ترسم حدوده و تحدد على الخرائط، يمكن أن يكون مخيماً لا زال أطفاله الذين تفتحت أعمارهم على سنوات من اللجوء يحلمون بالعودة.
و تأتي تفاصيل العيد، بالشجر و الزينة، والهدايا، بأصوات الموسيقى، و بصوت الشتاء و الثلج يدق الشّبابيك، والزوايا، ويلون الشّجر والأرض، والتراب، والعشب الأخضر. 

وادي الأمان و مستويات فكرية متنوعة :
تناقش المسرحية مستويات فكرية متعددة، يتواصل خلالها مع الطفل، وإن هذه المستويات تعكس صور المجتمع والحياة اليومية، و تتحاور مع مستويات مختلفة من الجمهور فتعرض مرحلة الخيال المطلق، و مرحلة الخيال الواقعي،  و مرحلة النضوج والواقع المفرط.


·        مرحلة الخيال الإبداعي المطلق :   
عكست شخصية حنان نموذجاً للخيال الإبداعي المطلق،فهي تبدو شخصية حالمة مبتكرة،مندفعة،وهذا خيال تركيبي ينطلق باتجاه تحقيق هدف محدد وهو نوع من الخيال غير المقيد،ولا يفكر بالعواقب و النتائج، فحنان أبدت فرحاً كبيراً و حباً للمغامرة، واستعدت للسهر بانتظار الضيف القادم،ولم تبدِ خوفاً من كسر القوانين والقواعد و الأعراف والتقاليد السائدة في الوادي.

·        مرحلة الخيال الواقعي :
بدت هذه المرحلة من الخيال في شخصية أمان، وربما يحمل في اسمه أيضاً بعض التفاصيل المكونة لشخصيته، إذ أنه يفكر، يتأمل، و يتساءل و يتواصل مع القواعد و القوانين، فهذا النوع من الخيال يسبق مرحلة النضوج والاقتراب منها، فالشخص يفكر بالممكن، والمتاح، ويبتعد عن الجموح، فأمان يفكر بأمه، بأبيه، بالقوانين، هو لا زال يحلم، لا زال قادراً على الابتكار، لا زال يحلم، لكنه يعود دوماً للواقع، ويفكر بالعواقب والنتائج، ويحاول كبحَ جماح ذاته.


·        النضوج والواقع المفرط :   
أما هذه المرحلة فقد تم عرضها من وراء ستار، حتى لا يكسر النص المسرحي مساحات الخيال لدى الطفل،وهو الفئة المستهدفة الأولى في العمل الفني، فقد اكتفى النص بصوت الأم، وظهور محدود بسيط للأب،حيث كان يحمل حديثهما أمراً بالامتثال لقدوم الشّتاء والدخول في مرحلة النوم و السبات حتى قدوم الربيع.
     



تعليقات

المشاركات الشائعة