تفعيل أدب الأطفال


أدب الأطفال
يعتمد الدليل الإقليمي لتفعيل أدب الأطفال إستراتيجية متناسقة بنيوية متسلسلة، قادرة على الوصول بالمدرب القائم على التعامل مع مجموعة من الأطفال إلى القدرة على تعزيز معرفة الطفل ، وتحفيز مهاراته اللغوية في التعبير عما يفكر به، وذلك من خلال توظيف المحيط في الآن التفكيري النقدي .
ينطلق الدليل من الإطار الفلسفي النظري لأدب الطفل متسلسلا باتجاه الإطار العملي  الفعلي وصولا إلى مفاهيم المواطنة وبناء الذات ، ففي القسم الأول المتمثل بفلسفة أدب الأطفال ، وتحليل  ونقد أدب الأطفال، ومراحل تطور أدب الأطفال، يركز الدليل على بناء المدرب وتزويده بالطاقة المعرفية اللازمة والبنية الثقافية الأساسية، وبالرغم من وجود تواصل مباشر مع الأطفال في هذه المرحلة، إلا أنها تأتي مرحلة ثانية، فالطفل  في البداية يكون متلقيا، ثم يحفز من خلال محاولة توثيق الأواصر معه على استحضار مجتمعه إلى الآن التدريبي، وهذا يبدو واضحا خلال تنفيذ باب الحكاية الشعبية، والأفكار الخاصة بها وطريقة عرضها وصولا إلى محاولة إبداع حكاية شعبية، سرد حكاية سمعها، أداء حكاية قرأها.

إجابة الفضول :
إن الإطار المعرفي الذي يقدم الأدب يمكن أن يلعب دورا هاما في الإجابة عن الفضول المتشكل لدى الطفل خلال عملية التعلم والتعرف على عالم جديد( أدب الطفل)، كما أن الأنشطة والفعاليات تؤدي في هذا الجزء دورا في تعزيز ثقة الطفل المتدرب، وبناء جسور خاصة به  مع المدرب وبقية الزملاء الأطفال المشاركين في التدريب.
الأدب لا يعني العزلة ولا يفرضها:
أما القسم الثاني الذي يركز على المهارات الحياتية ومدى علاقتها بأدب الأطفال فهو بداية يؤكد وجود اتصال بين الحياة الواقعية اليومية والأدب، وكيف يمكن للأدب أن يسند الطفل في حياته اليومية العملية، ويزوده بمهارات خاصة، وفريدة، ( الأدب لا يعني العزلة ولا يفرضها) هكذا تبدو الصورة الثانية لعنوان المهارات الحياتية وعلاقتها بأدب الأطفال.
كن رياديا :
وفي هذا البند (المهارات الحياتية وعلاقتها بأدب الأطفال) ترتفع المسؤولية الفردية لكل من المدرب والطفل، إذ يتم توظيف القصة لتعزيز المهارات الفردية الاتصال والتواصل، والتعاون ، والعمل الجماعي ، كما يساهم في صقل بعض الزوايا النفسية لدى الطفل مما يعزز ثقته بنفسه، وقدرته على حل المشاكل، ليكون شخصا رياديا، قادا على التعبير عن نفسه، ومشاعره، و إبداء رغباته، خوفه وقلقه و تعاطفه مع الآخرين.
استخدم مهاراتك للتعبير عن نفسك:
يستند هذا الباب على الأنشطة والمهارات العملية، وهو ينتقل بالطفل من مرحلة الاستمتاع بقراءة المدرب لقصة ما في باب أدب الطفل، إلى مرحلة مناقشة القصة والأفكار المتشكلة لديه عنها، كما يقدم هذا الباب للطفل إمكانيات متعددة للتعبير عما يدور في فكره، فيمكن للطفل أن يقدم فكرته أداء صوتيا، أو من خلال النقاش، الرسم، الألوان، الشعر، الحكاية، كما يمكنه تقديم فكرته أداء حركيا وصوتيا، إن هذا الباب يقول للطفل:( استخدم مهاراتك للتعبير عن نفسك).
أنت تستطيع :
وفي المرحلة التالية ينتقل الطفل إلى مرحلة التعبير عما يفكر من خلال الكتابة، فالمراحل الأولى كانت كلها لتثبت للطفل جملة واحدة: ( أنت تستطيع ) وهذا ينقل الطفل بسلاسة إلى التعبير عما يفكر من خلال الكتابة، ويشرع أمامه أبوابا مختلفة من أنماط الكتابة ، فلا باب موصد.
المواطنة :
أما باب المواطنة فهو احد من الموضوعات الحيوية التي تتشكل من خلالها الهوية الفردية للطفل، وتساعده في بناء حياته وذاته، وتشكيل أفكاره، وهكذا يمكن توظيف المهارات التي تعلمها الطفل واختبارها وقياسها من خلال مناقشة مفهوم المواطنة مع الطفل.
ملاحظات عامة :
استند الدليل في عرضه لنماذج وقصص لأدب الأطفال من الأدب العالمي في أغلب و أكثر الأحيان، باستثناء الباب الذي تترق إلى تطور أدب الطفل، حيث تم التعريج على الأدب المصري والعراقي في الكتابة، إن البنية النفسية للطفل في هذه المرحلة تكون قيد الإنشاء وقادرة على استقبال نماذج متعددة و تقنينها، وغربلتها، إن الاعتماد الأساسي في النماذج على الأدب الغربي المترجم يمكن أن يورث الطفل إحساسا بقصور الأدب العربي عن تلبية احتياجاته كطفل،  لذا أتوقع أن من مسؤولية المدرب إيجاد نماذج عربية ومحلية فلسطينية قديمة وحديثة ومناقشتها مع الأطفال وذلك خلال تنفيذ الأنشطة المختلفة .


تعليقات

المشاركات الشائعة