ليه ... ليه ... لحظات اكتشاف الذات


ليه ليه .... لحظات اكتشاف الذات و الآخر

الأغاني و الموسيقى هي واحدة من الأدوات الأقرب إلى الطفل، التي يمكنها أن تبني جسراً للتواصل معهم، و تكون بذلك أيضاً وسيلة للتعبير عن الأطفال و ما يجول في أذهانهن،يبدأ الطفل بالاسئلة في نهاية سن الثانية حتى سن الخامسة وتكون هذه الاسئلة ناجمة عن عدة دوافع كخوف الطفل ورغبته بالاطمئنان أو رغبته بالمعرفة، أو لجذب انتباه والديه، أو لسعادته أنه استطاع أن يتقن الكلام والفهم.
" ليه.... ليه" واحدة من الأغاني التي تعبر عما يجول في ذهن الطفل من أفكار و أسئلة و توجهات، و بروح الطفل، واستخدام ضمير " المتكلم" المباشر في الأغنية: بشوف أشياء بسمع أصوات.... بدي أعرف قصتها... بدي أحسها ..." .

https://www.facebook.com/12008337474138/posts/2795445410538431/d=null&vh=e.e


ليه... ليه و أفعال الإدراك الذهني:
تبدو لحظة الوعي حالة متراكمة من كل شيء يخضع له الطفل، و يتجول خلاله في مسارات متنوعة، و تأتي مرحلة التساؤل تطورا فكرياً ديناميكيا ملحوظاً في حياة و نمو الطفل، و التساؤل هو تلك الاستفسارات التي يعبر عنها الأطفال بصيغة استفهامية ويطرحونها على الأشخاص الكبار و تتطلب هذه الأسئلة إجابات ومناقشة وحوار واع و منهجي، و يأتي صوت الأغنية منسجماً مع صوت و وعي الطفل " ليه... ليه".
إن التساؤل هو بوابة الإدراك و التي يحاول الطفل خلالها تعزيز علاقته بالمحيط، وفهم ما يدور حوله، و تتميز هذه التساؤلات بسمات عديدة كأن تكون غريبة،صعبةو تتسم بالحرج.https://www.facebook.com/120083374741328/posts/2795445410538431/?d=null&vh=e
وقد جاء التسلسل الغنائي مستعرضاً أفعال الإدراك الذهني كالمعرفة و الفهم : " حابب أعرف... حابب أفهم... بدي أعرف ... بدي أفهم" و هذه الأفعال مرتبطة بالرغبة أولاً والحب و الشغف : حابب ... بدي و متعلقة بالإدراك والصيرورة: أفهم التفسير ...  أعرف قصتها ... أفهم شو بيصير ...

ليه ... ليه و أفعال الإدراك الحسي:
الإحساس و تنمية الذات و محاولة بناء هذه العلاقة بين الطفل و ذاته أولا ، لتجسير علاقة ناجحة تربط بين الطفل و محيطه الاجتماعي الصغير ثانياً، المجتمع الذي يبدأ بالأسرة، فالجيران، فالشارع، وصولاً إلى الانتماء للهوية الكبرى، الإدراك الحسي اتخذ أشكالاً متنوعة كالاحساس بالأشياء، كلمسها، و رؤيتها، سماعها:" بشوف أشياء... بسمع أصوات" وإدراك الشعور كأفعال الصيرورة، التنقل، الشرود:" حاسس صرت كبير... كلمات بتروح من بالي".
الإدراك كثير من كلمات:
 *كل شيء بتحكوه مهم كثير:
علاقة الأنا والآخر تبدأ في وقت مبكر من حياة الطفل، حيث يبدأ بعقد هذه المقارنات المرتبطة بما يقال، كيف يقال، ومن يقول، وهو ما يدفعه لمحاولة الفهم و الاصغاء: كل شي بتحكوه مهم كثير! الأهمية النابعة من فضول الاستكشاف و رغبة المعرفة والتواصل مع العالم الخارجي من خلال  ما تقدمه تجربة الآخر الأكبر : الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت.
* الكلمات الحلوة بتروح من بالي:
الكلمات هي واحدة من مراحل تطور المستمر في حياة الأطفال، وهي اللبنة الأولى التي تجعلهم يركبون هذا الكم الكبير من الأسئلة للتعبير عن فضول واسع و رغبة عارمة بالمعرفة، لكنها العلاقة الملتبسة بين الكلمة و الشعور، ولا زلت أحس هذه الفوضى و ذاك الارتباك، وضياع كثير من المفردات و الكلمات الدلالية حين يعتمر القلب، و تختلج النفس بشعور ما يهزها، الكلمات الحلوة بتروح من بالي! ليه ... ليه ... ليه .
* مش عارف أشرح حالي:
ليس سؤالاً عبثيا إذن، وليس الأمر محض لحظة، يهزنا الأمر كثيراً أمام المرآة، من نحن؟ بماذا نفكر؟ لماذا نفكر بهذا الشكل؟ لماذا نتصرف على هذا النحو؟ هل أبدو شخصاً رهيبا مزعجاً؟ وتظل أسئلة الذات ترافق وعي الطفل وإدراكه، لكنه وفي عمر الطفولة المبكرة يكون أكثر جراءة مما نبدو عليه الآن، فيفكر بالأمر و يطرح تساؤلاته، يسأل والديه تلك الأسئلة التي ربما لم يفكرا يوماً بطرحها على أنفسهم، و بتجربة إجابتها، أسئلة الذات التي لم أجد لها إجابة حتى الآن!

ويقسم العلماء أسئلة الطفولة إلى مراحل و أنماط مختلفة، ربما واجهت شيئاً من هذه الأسئلة، وقد طرحها عليك طفلك، وربما لا زال في روحك طفل ما ينفك يفكر بهذه الأسئلة، ليه ليه ليه ليه...

 *  الأسئلةذات الطابع الألسني: لماذا سميت الأشياء بهذه الأسماء؟... لماذا لانغير التسميات؟...
* أسئلة التموقع: وهي تتعلق ببحث الطفل عن تفسيرات لمبادئ الزمان والمكان. وفي إطارها تأتي أسئلة من أين أتينا والى أين نذهب؟ كيف يأتي الأولاد؟ وماذا يعني الموت؟ وماذا عن الكون...؟
 *أسئلةالتمرد: وهي تتمحور حول فكرة لماذا لايسمح للأطفال بمسائل مسموحة للكبار؟
*الأسئلة الاختبارية: وهي أسئلة يتوجه بها الأطفال لاختبار قدرات الأهل وانتقاد ما يرونه ضعفًا لدى الأهل. وهي غالبًا ما تتمازج مع مقارنات بأهل رفاق الطفل.
*أسئلة القلق الطفولي: يتولد قلق الطفل من جهله للعالم المحيط به. من هنا تعلقه بالأهل، والأم خاصة، ليكونوا صلة اتصاله بالعالم الخارجي. وهذا ما يجعل الطفل يقلق من أن تهجره أمه المصدر الرئيسي لقلق الأطفال.وكثيرًا ما يطرح الأطفال أسئلة تعوض مشاعر القلق المتنامية لديهم. ومن أكثر أسئلة القلق ترددًا لدى الأطفال  الأسئلة حول غياب أحد الوالدين أو مظاهر الهجر الأخرى.
أسئلة استكشاف الجسد: وهي مرحلة تبدأ في الأشهر الأولى من عمر الرضيع. حيث يبدأ العبث بأصابع قدمه وينهمك فيها مسرورًا باكتشافه لانتماء قدمه (موضوع اللعب) إلى جسمه.

كثير من الأسئلة إذن، ليه... ليه ...  ليه !




تعليقات

المشاركات الشائعة