عالدوار تجربة القراءة المسرحية …. وشبابيك مواربة من الوعي

تجربة القراءة المسرحية …. وشبابيك مواربة من الوعي 


كان علي أن أضبط إيقاع وقتي هذا النهار، وألا اعتمد على ذاكرتي الحادة عادة، تركت ملاحظة في تقويم يوم الخميس السابع عشر من أيلول من العام ٢٠٢٠ لأتذكر الوقت تمام الرابعة والنصف، الموعد المحدد لبدء القراءة المسرحية لعرض " عالدوار" الذي يقدمه الفنان علاء شحادة.


هل يمكنني أيضاً أن أثرثر أكثر عن أشياء أقل أهمية، فأقول أنني فكرت بارتداء اللون الأسود والخمري، وجربت هذا حقا، لكني اكتشفت و في اللحظة الأخيرة وبينما أرتدي الجاكيت أن هناك درجتين متباعدتين من الأسود بين البنطال والجاكيت، هكذا فكرت بتغير الزي على عجل، وذهبت للون الكحلي، أعددت نفسي وخرجت، وأمام المرأة انتبهت لهذه المسافة الزمنية الطويلة التي حالت طويلاً دون عقد أي فعالية، أو لقاء في أي مكان عام بسبب ما تركه فيروس كورونا من أثر محلياً ودولياً.

 هذا أيضاً ما قالته شذى في افتتاحها القراءة المسرحية، إذ أنها المرة الأولى التي يحتضن فيها المكان فعالية مصغرة منذ آذار من العام الجاري، وكأن الحياة تستيقظ فينا قليلاً، وأنحاز للفكرة الأخرى بأن الحياة ملت ركودها فقررت أن تيقظنا من كل هذا.

يقدم علاء قراءة بعنوان " عالدوار"، وبذكاء الفطرة الفنية يختار مقهى " كافكا"، الذي يعرف عن نفسه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ويحدد موقعه: دوار السينما برج الساعة…. الطابق الرابع، لم يعد هناك سينما، لكنه الدوار يحفظ للمكان ذاكرته، ويقدم علاء قراءة لمسرحية الدوار المساحة الجامعة لكثير من التناقضات، هكذا تحتفظ الأشياء بأسمائها و ذاكرتنا قبل ذاكرتها، رغم أن طبيعة و بنية الأماكن تتغير بمرور الوقت، لكن للأماكن روح لا تهجر ساكنيها.



(الحضور)كثير من نحن: 


على عدد قليل من المقاعد جلس الحضور المشارك، لم يكن عدداً كبيراً، و أسعفتني اللحظة إذ التقيت حنين و سندس هناك بمحض الصدفة، هكذا لن أجالس الكراسي، وسيمكنني ممارسة قليل من الثرثرة وكثير من الضحك، خصوصية الفعالية، حداثتها كقراءة أولية بسيطة، جعلت الحضور قليلاً لكن له أثراً دافئاً، كنت أنظر في وجوههم بينما يسرد علاء حكايته، كنت أرى حدقات عيون البعض تزداد اتساعاً، بعض خطوط الضحك تظهر تحت العينين بينما تغلق العينين، ارتدى الحضور الكمامات الطبية، لم يكن ممكناً  ملاحظة اتساع الشفاه، ظهور الأسنان ومراقبة اللسان وهو ينزلق تاركاً للفك العلوي تلك المساحة للقهقهة، لكن الجو العام أوحى بكل ذلك الرنين المتصاعد و التفاعل.


أكمل رجاء: 

(استمر… أكمل رجاء…. كلا لا تتوقف الآن…. تركتنا عالقين في دبي يا علاء….. لا لا تابع…. ماذا سيحدث بعد ذلك )، كان هذا جزءا قليلاً من ردود الأفعال المباشرة التي تلقاها علاء، وهي فرصة لا تسنح عادة، فبالكاد يتلقى الفنانون بعض التصفيق ويكون حارا أحياناً من الجماهير، أما في القراءة المسرحية فلم يكن هناك جماهير، بل كان هناك حضور ومشاركون على مسافة قليلة من الفنان.

قرأ علاء ما تيسر من الدوار، بضع مقاطع قد لا نستطيع الجزم أنه بدأ من الجملة المسرحية الأولى، لا نعرف إن كان قد وصل بنا إلى ذروة الحكاية، لكنه وصل بكل واحد من الحضور إلى ذروة اهتمامه الشخصي، وهكذا جاءت تساؤلات وانطباعات الحضور متفاوتة، فكل منا يقف في ذلك الباب الذي رأى فيه شيئاً من نفسه.


انطباعات تصنع الفرق: 

يروق لي استخدام اقتباس قصير، أحبائي … استمعت إلى رسالتكم وفيها كثير من كل شيء، فيها تلك الرؤى الفنية حول ما يمكن أن يقدمه العرض، وتلك الاقتراحات المسرحية حول كيف يمكن أن يبدو شكل العرض، كيف يمكن التصرف مع نص يقدمه فنان منفرد، تذوب في شخصه شخصية المعلم، والأب و الأم، وصندوق الإنتخابات، ولوحات الإعلانات، وسائق التكسي، والصبية الجميلة" على كل لم يقل أنها جميلة … لكنه أحبها! 

و أنتم من بلاد الشمس، هكذا جاء حديث بعض الصبايا " وهنا استخدم كلمة صبايا وشباب بمدلولاتها في اللهجة المحلية" من المشاركات عن ذلك الأثر الذي تفرضه سطوة التقاليد الاجتماعية و التصورات الشخصية و التأويلات الجمعية حول المقبول و المرفوض، المبارك و المستبعد، كما التفت بعض الحضور من الشباب إلى العبء الإجتماعي في ما يقبل وما لا يقبل من الفرد في المجتمع، في التكسي مثلاً كواحدة من البيئات المجتمعية، يقول أحدهم: " مرة كان عندي موعد و ضروري، و كانت التكسي كلها صبايا، اجيت آخر راكب بس كان بدهن صبية مش شاب، واضطريت طلعت بالتكسي إللي بعدها! "

 بكم نبني الغد الأحلى، هكذا يمكنني أن أختصر كل ما قاله علاء حين حاول الإجابة عن سؤال: ما الهدف من كل هذه الموضوعات، من عرض كل هذه الحكايات، من الفعل المسرحي ربما؟! يشبه هذا السؤال يا علاء أن أقول لك: عرف عن نفسك؟ وكم تعلم و أعلم أنه سؤال الجمل القصيرة المرهق، والإجابة الحائرة دائماً هل يجدر بنا تقديم كل المفاتيح التي تعرف عن النفس، ألا نترك شيئاً لأنفسنا، ماذا عسانا نترك، و بماذا نبوح؟ 

المسرح كثير من المجتمع، و بساطة اللحظة، ركز بعض المشاركين على معاصرة النص، الحديث عن اللحظة الحالية، أن تشعر و أنت في المكان وأنت تسمع لكل ما يقرأ علاء أنك في فلسطين، بكل ما فيها من تناقضاتنا الحية، من أسئلة لم نجد لها إجابات بعد، من أشياء نرفضها جميعاً لكننا نفعلها كل يوم لأن القبيلة تقبلها و تباركها، إنها بلادنا قرانا و بلداتنا، " نعم يمكنك دائماً الاختيار، لكننا نفضل أن يكون خيارك مناسباً و موافقا لتطلعاتنا!"


العنوان والتفكير بما نقول حقا: 

كان هذا أيضاً واحداً من التساؤلات التي طرحها الحضور، وهذا ترك لعلاء تلك المساحة لاستعادة لحظات كتابة و إعداد النص، حيث قال: " هذا عمل فني يقدم قالبا جديداً، يجمع بين فنون كوميديا الموقف" stand up comedy" وبين القصة المسرحية الشخصية، وهو نوع فني أجربه للمرة الأولى، وقد كان العنوان " عالدوار" دلالة على حالة الدوران التي تعيشها حكاياتنا، وكأننا في دوائر و دوائر ولا نعرف أين نهايتها، من أين تبدأ و إلى أين تنتهي" 


مسألة وقت: 

يقول علاء أن عرض الدوار في لحظاته الإعداد الأخيرة، ويحتاج قليلاً من الوقت ليكون على المنصة، و سيكون سعيداً بحضور الجميع للعرض المسرحي.






تعليقات

  1. Play Slots Casino Games Online | JtmHub
    Play 당진 출장안마 online slots at JtmHub. Sign-up now and 상주 출장마사지 get 100% up to $1000 태백 출장마사지 welcome bonus. ⭐ Play your 군포 출장안마 favorite casino games and 충주 출장안마 hit jackpot on slots.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة