الإعلام الجديد و القضايا المحلية

 تلازمت الزيادة المطردة للإقبال على الإنترنت مع تميّز مستخدمي الشبكة الفلسطينيين على المستوى العربي بالاهتمامات الإخبارية والسياسية. هكذا تتجلى حياة الفلسطينيين التي يستحيل فصلها عن الحدث السياسي وتقلّباته.

وإنّ المتأمِّل لواقع العصر الذي نحياه بكافة تغيّراته وثوراته، يدرك جيداً حقيقة الدور الذي بات يضطلع به الإعلام الجديد وأدواته في التغيير والتأثير. فالسيطرة على هذا المجال الإلكتروني المتعاظم والتحكم في مساره يفوقان مقدرات أي سلطة كانت، بينما يتحوّل هذا المجال إلى نافذة تتيح الوصول إلى كافة الشعوب على تنوّع أطيافها وأجناسها وثقافاتها.


من شأن هذا أن يثير التساؤل عن مدى فعالية هذا النمط من الإعلام وتأثير أدواته على قضية اللاجئين الفلسطينيين كأحد أبرز مفاصل الصراع. ولا شكّ في أنّ نجاح الإعلام الجديد بإيصال رسالة اللاجئين إلى جميع أحرار العالم في شتى أماكن وجودهم يتطلّب فاعلين لديهم هدف ودافع ووعي بهذه القضية. وحتى تمتلك وسائل الإعلام الجديد الفلسطينية قدرة على إيصال رسالة الشعب الفلسطيني ومعاناة لاجئيه إلى كل الشعوب، لا بد من إطلاق الفرص لمجموعات شبابية كي تنقل إلى العالم بلغات عدة قضية اللاجئين عبر الإعلام الجديد، مع تسليط الأضواء على المشكلات التي ترتبت على تهجير الفلسطينيين من قراهم ومدنهم وحرمانهم حقّ العودة.
لا تغيب هنا تجارب عدّة تضافرت عبر الإعلام الجديد لخدمة ملفات فلسطينية هامّة، مثل قضية الأسرى خلال معركة الأمعاء الخاوية، فكانت مواقع التواصل الاجتماعي مجالاً حيوياً للضغط والتأثير عبر العالم. لكنّ تفعيل ملف بحجم قضية اللاجئين يحتاج حتماً إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية، وحشد وسائل الإعلام بنمطيها القديم والحديث لإبراز هذه القضية على شتى المستويات.
 ثمّ لا يخفى أنّ الإعلام الجديد هو وليد الحاجة، ويبقى قوّة تستعصي على الإيقاف أو حتى الوقوف في وجهها، حتى إنّه سبّب أزمة للاحتلال الإسرائيلي عقب خروج آلاف الشباب ووصولهم إلى الحدود مع فلسطين المحتلة، فأربكوا آلة الحرب التي وقفت عاجزة أمام سيول اللاجئين المتدفِّقين نحو أرضهم السليبة.
إلا أن المشكلة في هذا النوع من الإعلام تتمثل  بموسمية التفاعل الجماهيري مع القضايا التي يطرحها؛ فذروة التفاعل قد تكون حالة لحظية سرعان ما تخبو، ما يعوق النجاح المنشود. ورغم وفرة التحرّكات الايجابية المبذولة عبر الشبكات الاجتماعية لإثارة قضية اللاجئين الفلسطينيين؛ إلاّ أنّها محاولات لا تزال دون المستوى المطلوب.

تعليقات

المشاركات الشائعة