ملك الحكايات

ملك الحكايات  

ملك الحكايات خطوات الحكاية:
تسير القصة بخطوات واثقة، إذ تعرض لحكاية الجندب، الشخصية الحالمة التي تحاول أن تجد لنفسها مكاناً بارزاً بين حيوانات الغابة، إذ جرت العادة أن تجتمع الحيوانات، ويروي أحدهم قصة من قصصه، ويصغي الآخرون له.
يواجه الجندب حالة من السخرية، حيث لا تلقي له الحيوانات بالا، و تترك مجلسه كلما حاول أن يصعد المنصة ليلقي عليهم حكاية من الحكايات، وهذا ما يدفعه لمحاولة محاكات الحيوانات الأخرى وتقليدها، فمرة يلون نفسه كالحرباء، ومرة يقلد الضفدع، ومرة يدعي أنه ملك الحشرات.

القوة والتقبل:

 تناقش القصة جملة من الأفكار التي تتمركز حول مفهوم القوة والحضور.  تلك القوة التي تجعل منك شخصاً مرئياً، وذلك الحضور الذي يمكنك من خلاله سرقة الأضواء وجذب الانتباه، لمجرد عبورك من المكان. و تحاكي القصة أيضا سعي الإنسان الدائم نحو تحقيق مساحة أكبر من الوجود وتحقيق قدر أكبر من التقبل، والتواصل مع مجتمعه.
تستخدم الكاتبة سونيا نمر الرمزية، إذ تستخدم الحيوانات للدلالة على قيم و سمات متنوعة، يعكسها كل واحد منهم، وذلك لاستعراض عدد من المفاهيم كالحرية، اختلاف الآراء،العدالة، المساواة، الحق في التعبير.
 مثلت شخصية الجندب الذي لم يكن يحظى بفرصة سرد قصصه في يوم تجمع الحيوانات للسهر وتبال النكات والحكايات. الجندب الذي حاول أن ينتزع  دورا له في سرد الحكايات حصد السخرية و الإقصاء والتهميش، من بقية الحيوانات.

https://www.facebook.com/groups/829846210840090/permalink/838090573348987/

الجندب وحالة الإنكار:

جاءت ردة فعل الجندب الأولية لتقييم الحيوانات له بأن بدأ يبحث عن طريقة تجعله يشبه قوة الأسد والفيل، وهنا شارك الآخر(الحيوانات الأخرى) في تشكيل هويته الشخصية المتأزمة في البحث عن صورة أقوى، ليس لأنه يحتاج إليها بل لأنه قد يصبح مقبولا أكثر ومسموعا.
وهذا يجعلني أفكر كم مرة حاولت أن أنظم تناسق ألوان ملابسي، و أهتم بنوع كعب الحذاء وطوله، ليس لأني أحب ذلك، بل لأن الأمر يقتضي الاهتمام بهذا الحفل أو ذاك، حين يكون الآخر حاضراً في تفاصيل لحظتك الخاصة،هي لحظتك لكنه على متنها يرهق نفسه بالتقييم!

الجندب ...تقليص وتحجيم الآفاق:

تعكس شخصية الجندب حالة اضمحلال أفق ما تتطلع إليه النفس وقبولها بتسويات أقل من سقف توقعاتها. فقد  بدأ تفكير الجندب صاخبا هائجا في البداية،ثم أخذ بالفتور، وربما يعود ذلك إلى أن البحث عن القوة جاء كردة فعل على رؤية وتقييم الآخر، ورغبة في تفنيد حالة الضعف. الجندب بدأ يفتش عن نجاحات صغيرة في إطار محدود أكثر، فهو الحرباء المتماهية، وهو من يقف معلنا: " أنا ملك الحيوانات" ويعود مستدركا:" أنا ملك الحشرات." في تحجيم لمساحة الجموح.

لا نريد مزيدا من الملوك:

تصور هذه الجملة والتي تكررت في ثلاث مواضع وبصيغ مختلفة على لسان النمل والنحل والخنفساء صوت الأكثرية المسحوقة الواقع عليها فعل القيادة. وتوضح موقفهم من قيمة القائد، ويظهر من خلال ذلك القيمة الحقيقية للفرد من خلال ما يتقنه وليس من خلال مركزه القيادي.

تناقض واكتشاف للذات:

لقد جاءت نهاية القصة من خلال محاولة الابن نقل علاقته بوالده إلى مستوى آخر حين قال: " أنا أقبل أن تكون ملكا علي" وإن جاءت هذه العبارة في سياق المواساة وتضميد الجراح، فهي من ناحية أخرى تعزز الدافعية لاكتشاف جوانب إيجابية في النفس وأن كانت لا تحدث تأثيرا كبيرا على نطاق واسع، وقد نقل الابن الحدث من الإطار الفردي إلى الجمعي حين ظهر مساندا، فكان موطن قوة الجندب أنه أب، وموطن قوة ابنه أنه ابن،وهذا يدفعني للتفكير أكثر في موطن القوة الذاتي لكل واحد منا، ذلك الشيء الخفي والبسيط الذي قد لا يعني الكثير للآخرين، لكنه القوة الذاتية، والوقود الشخصي، ابتسامتنا قوة، وقدرتنا على الاحتواء، تحملنا للمصاعب، صبرنا قوة، تجاوزنا عن أخطاء الآخرين، احتمالنا الطباع الصعبة المزعجة من المحيطين، وهناك الكثير من الأشياء الأخرى التي أعرف أنك تفكر فيها وأنت تقرأ وتقول وهذه أيضاً مواطن قوة!
الخاتمة وغرابة اللحظة : 

 أن الخاتمة جاءت بجملة غير متوقعة حين عاد الجندب مع ابنه إلى اجتماع الحيوانات قائلاً: " فقد أصبح لدي الآن قصة أرويها" رغم أن الأزمة في البداية كانت متعلقة بحضوره وليس بعدم امتلاكه لقصة ما! هنا أيضاً وفي هذه الجملة فإن الآخر موجود و بقوة، وعاد الجندب ليثبت نفسه، و يكسب الرهان أمام الآخرين، فهو إذن لم يتحرر من عقدة الآخر، وهذا ما كان غرائبيا بشكل شخصي!

لغة العمل:

جاءت لغة القصة واضحة مباشرة، عاطفية أحيانا، عبرت عن أفكار كبيرة بلغة بسيطة وجمل قصيرة معبرة.

أسئلة يمكن أن يشعلها النص في روح الطفل:

ما هي القوة؟ ماذا يعني الضعف؟ كيف أكون قوياً؟ لماذا أنا ضعيف؟ هل أنا ضعيف؟ من قال هذا؟ 
  ما هي قوتي الكامنة،مراكز القوة الذاتية؟ ماذا يميزني؟

كيف أواجه ضعفي؟ .

ما دور المحيط وبيئتي الخاصة في بناء سمات شخصيتي الذاتية والتأثير في أفكاري ورغباتي؟ ما هي القيادة؛ ماذا يعني أن أكون قائد؛ هل يمكنني ذلك حقا؟!

ما هي تصورات الأشخاص ومفهومهم وتجربتهم السابقة عن القيادة.

وما السمات التي يعرفوا بها القائد؟