الطفل الفلسطيني واتفاقية حقوق الطفل وواقع مختلف على الأرض

الطفل الفلسطيني واتفاقية حقوق الطفل وواقع مختلف على الأرض




إن صورة الحياة اليومية القاسية في واقع انتفاضة الأقصلا تلقي بظلالها على المجتمع الفلسطيني بجميع فئاته وتُحدث تشوهات كبيرة في البناء الشخصي لكل فرد من أفراده، ويحظى الأطفال بقدر أكبر من هذا التشويه نظراً لتدني إمكانياتهم وقدراتهم إذا ما قيست بإمكانيات الكبار وقدراتهم، فيما يتعلق باستيعاب واقع الاحتلال واحتمال ظروفه والتكيف مع مشكلاته من منطلق ضرورة التوافق الشخصي مع المحيط كشرط لا بد منه للبقاء والاستمرار.

إذ تشير الإحصائيات إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بقتل 676 طفلاً دون سن الثامنة عشرة, منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى نهاية عام 2004 , كما أصيب ما يزيد عن 9000 طفل, وعانى الآلاف من الأطفال من صدمات نفسية نتاج لمعايشتهم ومشاهدتهم لأحداث مروعة، إضافة إلى اعتقال ما يزيد عن 3000 طفلا خلال الانتفاضة، وما زال أكثر من 300 طفلا منهم يقبعون في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلي في ظروف غير إنسانية.

في الوقت الذي تنص فيه الاتفاقية على حقوق الطفل ابتداءً من حقه في الحياة, وحقه في أن يكون له اسم وجنسية, وحقه في التعليم والصحة وحرية التعبير, وبالفكر والوجدان وفي حرية تكوين الجمعيات والاجتماع السلمي ، وحقه في المشاركة و الحماية وعدم التمييز، نجد أن الاحتلال الإسرائيلي يقتل ويلغي هذه الحقوق وعلى رأسها حق الطفل الفلسطيني في الحياة التي أكدته المادة "6" من الاتفاقية بقولها: "تعترف الدول الأطراف بأن لكل طفل حقاً أصيلاً في الحياة" والفقرة الثانية التي نصت على أن "تكفل الدول الأطراف إلى أقصى حدٍ ممكن بقاء الطفل ونموّه",كما أن الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الفلسطيني ونمط التربية والتعامل السائد مع الأطفال يساهم في تعريض حقوق الأطفال للانتهاك المستمر".
 

تعليقات

المشاركات الشائعة