الألعاب الشعبية الفلسطينية

الألعاب الشعبية الفلسطينية مرآة تنعكس ملامح الحياة الاجتماعية وتراثها الثقافي بكل ما فيها من قيم حضارية ومعارف إنسانية. وتسمى هذه الألعاب بالشعبية لأنها تمارس في الأحياء الشعبية من القرى والمدن. والمقياس في شعبية اللعبة هو تقبل جماعة الأطفال لها وتكيّفهم معها، بحيث تصبح جزءاً من ميراثهم؛ تحمل أفكارهم وألفاظهم وأغانيهم وتعبيراتهم الخاصة.
وكان أطفال فلسطين في الماضي يستغلون المواد البسيطة المتوفرة في بيوتهم من المهملات والمتروكات المنزلية، مثل قطع الخشب والحجارة وعلب القصدير الفارغة والأسلاك وبقايا القماش ليصنعوا منها ألعابهم الخاص؛ فكانوا يصنعون كرة القدم من قطع القماش البالية، والسيارات من الأسلاك وعلب التنك، والفخاخ لصيد العصافير من الأسلاك، وعربات الجر من صناديق الخشب وبيل السيارات، والطائرات الورقية الملونة ويطلقونها في الجو في فصلي الصيف والخريف، حين تكون الرياح مناسبة لمزاولة مثل هذه الألعاب.
وهناك العديد من الألعاب الشعبية منها :
لعبة ياعمي وين الطريق
هذه اللعبة يلعبها الأطفال الصغار البنات والأولاد في ساعات النهار. يربط الأولاد عيني اللاعب بقطعة من القماش لمنعه من الرؤية، ويأخذ هذا اللاعب بترديد:
ياعمى وين الطريق ؟
قدامك حجر وإبريق...
ياعمى وين الطريق ؟
قدامك حجر وإبريق...
ويحاول الطفل المربوط العينين الإمساك بأحد اللاعبين الذين يدورون حوله، ويتنقلون من مكان لآخر، مصدرين أصواتاً بقصد إرباكه واستفزازه، وإظهار عدم قدرته على الإمساك بهم، ويتتبع الأصوات والحركات الصادرة عن رفاقه، ويحاول الإمساك بأحدهم معتمداً على مصدر الأصوات، ويسترق النظر من تحت رباط العين ليرى أقرب الأطفال إليه، لينقض عليه بلمح البصر. ولا تحل المحرمة أو قطعة القماش عن عين اللاعب إلاّ إذا استطاع أن يمسك بأحدهم ليحل محله في المطاردة. فإن نجح في ذلك، نزعت العصابة عن عينيه.

أنـا النحلة أنـا الدبور
يلعبها الأطفال في الحارة ويكون عدد المشاركين طفلين اثنين. يقف الطفلان متلاصقين يدير كل منهما ظهره للآخرماداً كل منهما كلتا يديه إلى الوراء وبطريقة فنية للتتشابك عند نقطة الذراعين. يبدأ أحدهما اللعبة ويحني جسمه إلى الأمام نحو الأرض فيرفع الثاني على ظهره، ومن ثم يعود منتصبًا ليقوم الطفل الأخر بدوره في الانحناء ورفع زميله على ظهره. وهكذا يكون لكل منهما دوره في الانحناء والركوب، مع تكرار ذلك مراراً.عندما يرفع أحدهما الأخر على ظهره يردد: "أنـا النحلة"، ثم ينزل زميله على الأرض ليقوم الآخر برفعه على ظهره وهو يقول: "أنا الدبور"، يعود اللاعب الأول ليرفع زميله على ظهره وهو يردد "أنا مسافر"، وينزله مرة ثانية ليقوم زميله بحمله وهو يردد "على اسطنبول". ويتكرر هذا الحوار طوال اللعبة:
.. أنـا النحلة
فيرد الأخر: أنـا الدبور .
... أنـا مسافر
... على اسطنبول .
لعبة الحصان
يلعبها الأطفال في الحارة . حيث يأخذ كل طفل عصا طويلة وعصا أخرى صغيرة، ويمسك بأحد طرفي العصا الكبيرة بيده اليسرى ويضعها بين رجليه، بينما يبقى طرف العصا الآخر يجرُّ على الأرض. وتمثل العصا الطويلة حصانا يركبه الطفل، بينما العصا القصيرة تكون بمثابة السوط التي يضرب به الحصان.


تعليقات

المشاركات الشائعة