الكتابة الإبداعية.... ووعي الطفل

الكتابة الإبداعية ... تجربة مختلفة

تختلف كل تجربة نخوض غمارها عن الأخرى،وكل واحدة منها تغني روحك بقدر ما يمر فوقك  من وقت،هكذا جاءت رغبتي في الالتحاق ببرنامج تدريب الكتابة الإبداعية الذي تعده جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل حالة جديدة حية تدفع بي إلى اكتشاف روح أخرى في النفس.

لم تكن هذه المرة الأولى التي أخضع فيها لدورة تدريبية حول الكتابة الإبداعية،والمهارات التي يمكنني من خلالها تطوير النص الشخصي والأدبي الذي أكتبه وأعده،حيث تمكنت من تعزيز قدراتي الذاتية في كتابة القصة القصيرة، وبعض نصوص النقد الأدبي الانطباعي، لكن الرسالة التي حملتها هذه الدورة كانت مختلفة، إذ ركزت على آلية إكساب المتدربين مهارات تصنع منهم قنوات اتصال بين روح نص أدبي سيكون يوما ناضجا، وبين طالب لا زال يقف على مشارف كتابة نص أدبي. 

البحث في روح النص، وروح كاتبه بشكل غير منفصل، وتعزيز الروح الواعية للمكان الذي يسكن شخص الطالب، البحث في اهتماماته، وتعزيز وتقوية تلك الشعلة التي قد ألمح منها وهجا صغيرا خافتا.

تفوتني اللحظات الأولى عادة، وعي اليوم التدريبي الأول، وتلك الأوقات السلسة التي تهيئك للمضي في وقتك، وتوجيه بوصلتك الخاصة نحو تكريس اهتمامك وشحذه بالمزيد من المعرفة، إضافة إلى فرصة التعرف واكتشاف روح متدربين زملاء جاؤوا يحملون الهدف ذاته،من مرجعيات واهتمامات متعددة متنوعة، يفوتني اليوم الأول بكل هذا الغنى الذي يحمله، لأحمل نفسي على اكتشاف كل هذا بنفسي، ورسم انطباع خاص،و تعزيز صورة واعية جميلة غنية، إضافة إلى محاولة متابعة الأنشطة والفعاليات خلال التدريب.


البناء المتسلسل وروح الكتابة:

الذات هي أكثر معايير القياس استخداما و الأقرب والأسهل، رغم أنها قد لا تكون صحيحة و محايدة، لكني تعلمت معرفة بنيوية مختلفة خلال التدريب، كالانطلاق من التعبير الشفوي السلس البسيط باتجاه بناء نصوص واعية صاحبة هوية واضحة،التعبير الشفوي الذاتي عن مواضيع يومية، قلق إنساني، مخاوف بسيطة تصلح لأن نحولها إلى نصوص تحمل هوية قصصية، شعرية، ومقال أحيانا، وخاطرة حينا آخر، إضافة إلى التعبير المهني والكتابة الصحفية وأنواعها.


الصورة كانت حاضرة خلال النص كمساحة يمكن لها أن تكون دافعا نحو بناء نص جديد، ونص مختلف في كل مرة، حسب ما أفكر فيه في تلك اللحظة، وما أحسه، تجربة مختلفة يمكن أن تجعل فكرة الكتابة حالة ممتعة لدى الطلاب، من حيث إشراك الفنون البصرية في بناء النص الأدبي، الصورة، الأسئلة التقليدية العادية، الحدث اليومي الذي قد نمر عنه سريعا دون التفات،الأشخاص الذين نلتقي بهم في حياتنا بشكل عفوي، والعديد من هذه الأشياء يمكن أن تكون بدايات بسيطة لنص يكبر حاملا هوية ما .

تفكيك النص لبنائه في وعي الطلاب:

العمل على تفكيك بنيه النص وتشريحه إلى أجزاء صغيرة وإعادة تشكيله ثانية كنص، إن فكرة بناء الشخوص والأماكن والأزمنة من خلال تقنيات الوصف السردية كانت إحدى الأشكال التي استخدمها خلال كتابتي القصصية، استخدمها دون ذلك الوعي التام أني حاليا أقوم بفكرة الوصف، كنت أهتم ببناء الشخصية من جوانب عديدة،إلى حد يمكنك فيه أحيانا أن تذهب إلى المتجر وتشتري لإحدى الشخصيات زيا يناسب ذوقها الخاص، ومقاسها، وفي اتجاه آخر ربما يمكنك التكهن بما قد تكتبه شخصية ما ، لكن فكرة تفكيك العمل وبشكل جماعي لبناء نص ما يقوم على إحدى هذه التقنيات كانت تجربة جديدة، ساعدتني مرتين ففي الأولى اكتسبت مهارة جديدة ساعدتني خلال قراءة بعض النصوص على نقاشها مع كتابها من الأطفال، إضافة إلى أنها جعلتني أعود ثانية إلى نصوص كنت قد أعددتها، وأخرى لم تكتمل فكانت هذه التقنية حافزاً لأعود و أنظر في هذه النصوص ثانية.


في كل وقت تدفعني كل تجربة لاكتشاف مساحات كبيرة في النفس، وبناء وعي جديد إدراك لما تكتنز به الروح .


 

تعليقات

المشاركات الشائعة