المرأة في الأمثال الشعبية الفلسطينية

المرأة في الأمثال الشعبية الفلسطينية

على مسافة أيام من اليوم العالمي للمرأة، نلقي هذه النظرة العاجلة على صورة وروح المراة في سجل التراث الفلسطيني، وماهية انعكاس روح المراة في الأمثال الشعبية الفلسطينية إذ تصور الأمثال الشعبية المرأة على أنها أساس البيت ، فيقال في المثل الشعبي « البنات عمارة الدار » لأن كل المسؤوليات المنزلية ملقاة على كاهلها ، فتقوم البنت بالعمل والنهوض بكل الأعباء المنزلية ، فى حين يتفرغ الولد للهو و للعب خارج البيت ، للتمتع بطفولته . ومن جهة أخرى ، فإن البنت حتى وهى تنهض بأعمال البيت ، يظل عملها غير مقنع ، فيقال في المثل الشعبي : « البنت تأكل ما تشبع وتخدم ما تقنع » .
 كما أن الرهان على البنت ، فى المنظور الشعبى ، هو رهان على الفراغ ، فيقول المثل الشعبي : « دار البنات خاوية » فهى سرعان ما تغادر البيت إلى بيت الزوجية ، لتترك بيت الأهل فارغاً .
تمارس الأمثال الشعبية فى أحيان أخرى عنفاً رمزياً مباشراً فى حق الفتاة فيرد في بعض الأمثال حثا صريحا على إقصاء المرأة : « بنتك لا تعلمها حروف ولا تسكنها غروف » ، حيث يكشف المثل ضرورة الحد من استقلالية الفتاة ؛ لأن التعليم قد يمثل ، فى المنظور الشعبى ، خطراً بالنسبة للفتيات ، لأنه يدعم الاستقلالية ويقوى الشخصية ، ويفتح أبواب الانحراف والضياع .
ويولى المجتمع التقليدى أهمية كبيرة لتربية البنات ، غير أن التربية لا تؤخذ دائماً كهدف  بحد ذاته ، وإنما أحيانا نكاية فى الحساد والأعداء لا غير إذ يورد المثل الشعبي قوله : « ربى بناتك تنكى حسادك » ، ويلاحظ التخصيص هنا فى الحديث عن التربية ، إذ الأمر يتعلق بتربية البنات وليس تربية الأولاد . وتركز التربية التقليدية على إعداد البنت لدور الزوجة وربة البيت ، لدرجة أن الأم تكون مطالبة ، في لحظة ما ، بالتنحى عن عالم الأنوثة ، لتفسح المجال لبناتها، ويرد هذا بشكل صريح في الأمثال الشعبية إذ تقول :« إللى فاتك خليه لبناتك »

تعليقات

المشاركات الشائعة