حكاية الفيل

حكاية الفيل
حكاية الفيل هي قصة قصيرة للأطفال صادرة عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل في العام 2017 للكاتبة نزهة أبو غوش . والكاتبة أبو غوش ولدت في مدينة القدس، حصلت على اللقب الجامعي الأول في اللغة العربية ،  وهي مرشدة تربوية في مجال الأمومة والطفولة، ومركزة لبرامج ثقافية تربوية ، صدر للكاتبة عددا من القصص منها : لحن الماضي، حكاية هشام والعمة هيام،سر خوف هديل، عائلة الحمضيات، فصل الشتاء، كما صدر للكاتبة رواية بعنوان : خريف يتطاول الشمس، ومجموعة نصوص بعنوان : مهرج فوق أسوار القدس.
وقد جاءت الطبعة الأولى من مجموعة حكاية الفيل بتصميم أ . شريف سمحان، ورسومات الفنانة ندى مصلح من غزة .
القانون والفيل :
تروي القصة حكاية  الفيل الذي يعتدي على طعام جاره الخروف، يستعين الفيل ببقية الحيوانات في الحديثة ويتواصل معهم، ويناقش آلية فرض قانون يتم من خلاله  منع الاعتداء على ممتلكات الآخرين دون إذن مسبق، إن جوهر القصة يحاول الانتصار لفرض قانون يحمي الممتلكات الشخصية، ويعزز قيمة احترام الممتلكات الفردية، لدى الأطفال  واليافعين من خلال قصة رمزية على لسان الحيوانات، إن استخدام هذا الفن يجعل القصة أكثر قدرة على تقديم الحكمة بسلاسة وبشكل محبب، إضافة إلى أن هذا يعيد إلى أذهاننا شخصيات من قصص التراث الشعبي التي رويت على لسان الحيوانات، إضافة إلى قصص كأمثال كليلة ودمنة وحي بن يقظان.
حكاية وقيمة :
تهمس الصفحة الأولى بعد الغلاف بعنوان صغير ( الزرافة ميسون تبحث عن القانون)، في إشارة واضحة وصريحة إلى جوهر الحكاية والقيمة الكبيرة التي ترمي القصة إليها، ورغم أن الكاتبة أشارت إلى هذه القيمة بشكل علني في صفحتها الأولى، إلا أن أحداث القصة سارت بشكل متسلسل وصولا إلى هذه القيمة وانعكاس أثرها الإيجابي على المجتمع وذلك من خلال عدد محدود من الجمل والعبارات الواضحة والصريحة والمباشرة والتي لا توقع القارئ في أزمة التأويل والتفكير في تخيلات وصور والأفكار.
قيمة القانون وعنوان ينتصر للقوة:
تعزز الحكاية قيمة القانون فحين تسمع الحيوانات شكوى الخروف، تسارع الزرافة إلى حشد الرأي من أجل إقرار قانون يقر عدم الاعتداء على الممتلكات الفردية، في محاولة للانتصار للخروف ورفع الظلم عنه، إلا أنه وفي سعيه للبحث عن حل، نجد أن الكاتبة تختار أن تعنون مجموعتها بحكاية الفيل، الفيل الذي قام بالاعتداء على الخروف بكل سهولة وذلك لامتلاكه القوة والجسد المناسب، والخرطوم، الذي ساعده على اختراق السور والحصول على طعام الخروف.
الصور تحكي القصة:
لقد جاءت الصور في القصة عنصرا مساندا واضحا يروي القصة بشكل منهجي ، ويمكن أن تقدم بالوضوح والمساحة والألوان المتاحة القصة فتكون بحد ذاتها بيئة موازية للقصة، تعكس كلماتها وتفسرها من خلال التعابير الواضحة على معالم الشخوص في القصة .
الأزمة ووسائل سلمية لحل الصراع :

إن القصة المقدمة للطفل بهذه القيمة المباشرة الواضحة ، يمكن أن تمثل حالة رمزية لما يشهده الشارع الفلسطيني من صراع مع المحتل، ففي الوقت الذي يعتدي فيه الفيل على الخروف، نجد في الصورة الموازية اعتداد إسرائيل ككيان احتلالي على الشعب الفلسطيني وحقوقه وأراضيه وممتلكاته، وهذا يشكل ذروة الأزمة، وفي حين أن الخروف يستعين برفاقه من الحيوانات لحل هذه الأزمة، نجد صورة الشعب الفلسطيني وتوجهه إلى الوسائل السلمية من حشد الجماهير والاعتراض وتسجيل موقف، استطاعت الحيوانات سن قانون وفرضه على الفيل الحيوان القوي في الحديقة، أما في الواقع فلا زال الشعب الفلسطيني يحاول جاهدا توظيف الوسائل السلمية لحل الصراع، من خلال التوجه إلى مجلس الأمن والجمعية العامة والحصول على نتائج تصويت وقرارات لا تلقى أذنا صاغية لدى الفيل.


 https://drive.google.com/drive/folders/0BwUhxVvWQwIQZkI4dDB3Z2VHU0k

تعليقات

المشاركات الشائعة