اجتياح
لا ندرك كيف ترسم تلك الأحداث القاسية لنفسها مكانا في يوم عادي، تعلم
رشدي من والده أن يشد وتد خيمته لتقف صامدة شامخة بقماشها الرث وأعمدتها المتهالكة
لتبقى شوكة عالقة في عنق المستوطنة في
الحديدية، تعلم كيف يكون مستعدا لنصبها في كل مرة تطال فيها آليات الاحتلال
الاسرائيلي من الخيمة.
يحتفظ والده بأرض صغيرة يناضل كل يوم بحدة ، بكبرياء ليبق محتفظا
بأرضه بعيدا عن شبح مصادرة الاحتلال لها، يبذرها، ويزرعها، يعتني رشدي بالأرض في
عطلته المدرسية،ركب رشدي الجرار الزراعي كعادته، وراح يحرث ويرتب أرض والده، يقول
والده دوما أن الغور جنته التي لا يستطيع العيش بعيدا عنها للحظة واحدة، فلسطين تحتدم، المكان مشحون بالقسوة، غزة مكان
صاخب، يرتد صخبه على الأغوار.
"
تعليقات
إرسال تعليق