مدينة القدس .. مدينة العصور

مدينة القدس .. مدينة العصور

#نبأ _ سعاد شواهنة _ خاص:_ يعود تاريخ مدينة القدس إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، فهي واحدة من أقدم  مدن العالم. وتدل الأسماء الكثيرة التي أطلقت عليها على عمق هذا التاريخ،فقد أطلق عليها الكنعانيون اسم أورسالم، كما سميت بالعديد من الأسماء على مر التاريخ مثل يبوس نسبة إلى اليبوسيين بناة القدس الأوائل،إذ سكنت قبيلة اليبوسيين - وهي أحد البطون الكنعانية العربية- المدينة حوالي عام 2500 ق.م فأطلقوا عليها اسم يبوس. وهم السكان الأصليون في القدس. والاسم الشائع والمتداول بين أهالي القدس الفلسطينيين (بيت المقدس) أو (القدس)، أما في الكتابات المسيحية فتسمى (أورشليم)، نقلاً عن اسمها العبري وتعني مدينة السلام، و عرفت القدس في العصر اليوناني باسم إيلياء ومعناه بيت الله. ومن أهم الأعمال التي قام بها الكنعانيون في القدس شق نفق لتأمين وصول المياه إلى داخل المدينة من نبع جيحون الذي يقع في وادي قدرون والذي يعرف اليوم بعين سلوان.

وقد مرت مدينة القدس بالعديد من العصور ورزحت تحت سيطرة وحكم الكثيرين، فقد خضعت مدينة القدس للنفوذ المصري الفرعوني بدءا من القرن 16 ق.م. وفي عهد الملك إخناتون تعرضت لغزو "الخابيرو" وهم قبائل من البدو، ولم يستطع الحاكم المصري عبدي خيبا أن ينتصر عليهم، فظلت المدينة بأيديهم إلى أن عادت مرة أخرى للنفوذ المصري في عهد الملك سيتي الأول 1317 – 1301 ق.م.وفي العصر اليهودي الذي امتد بين (977 – 586 ق.م)
فقد دامت سيطرة اليهود على القدس 733 عاماً طوال تاريخها الذي امتد لأكثر من خمسة آلاف سنة. إذ استطاع داود السيطرة على المدينة في عام 977 أو 1000 ق.م وسماها مدينة داود وشيد بها قصراً وعدة حصون ودام حكمه 40 عاماً. ثم خلفه من بعده ولده سليمان الذي حكمها 33 عاماً. وبعد وفاة سليمان انقسمت الدولة في عهد ابنه رحبعام وأصبحت المدينة تسمى "أورشليم" وهو اسم مشتق من الاسم العربي الكنعاني شاليم أو ساليم الذي أشارت التوراة إلى أنه حاكم عربي يبوسي كان صديقاً لإبراهيم. في العام (586 – 537 ق.م) احتل الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني مدينة القدس بعد أن هزم آخر ملوك اليهود صدقيا بن يوشيا عام 586 ق.م، ونقل من بقي فيها من اليهود أسرى إلى بابل بمن فيهم الملك صدقيا نفسه، وبدأ بذلك العصر البابلي في القدس .

 ولا زال في عهد القدس عهودا مديدة من العصور.