فلسطين ............ الأغنية الشعبية صوت واقع البلاد

فلسطين ............ الأغنية الشعبية صوت واقع البلاد
               حييد عن الجيشي يا غبيشي 
غنى عدد كبير من الفنانين الفلسطينين أغنية حيد عن الجيشي يا غبيشي، وهي أغنية تراثية، شعبية قديمة، تعود قصتها إلى عهد الإحتلال البريطاني على فلسطين، وتروي الحكاية السردية الشعبية المتناقلة والمتواترة أنّ شابًّا شجاعا وسيمَا جريئا يُدعى "غبيشي" ، أحبَّ فتاة ً جميلة تُدعَى " حسناء " و ذلك في العقد الرابع من القرن العشرين، أي في (فترة الإنتداب البريطاني على شرقيّ ِ الأردن وفلسطين) .
النسب يقول لا للقلب :
كانت حسناءُ تنحدر من قبيلةٍ قويَّةٍ وكبيرةٍ وعريقة في الأصالةِ، ذات منعةِ وشِّرفِ، فلمَّا تقدّمَ غبيشي طالبًا يدَها، رفضَ أبوها مُصاهرتهُ،إذ كان غبيشي فردا من قبيلةٍ صغيرةٍ وقليلة الشأن . ولم يدع غبيشي سبيلا أو دربا إلاَّ وسلكها لنيل مراده ومبتغاه، ولكن دون فائدةٍ. ولما كان حبَّ غبيشي وحسناء صادقا،عميقا ،عظيما وروحانيًّا، مُجرَّدًا من النَّزعات والنزواتِ الماديَّة ولا يبصرُ الفوارقَ الطبقيَّة والجاهَ فقد قرَّرَا وَعزما النيَّة َ أن يتزوَّجَا ويهربا من " الدِّيرة " أو القبيلة.
القبيلة تحتمي بقوات غلوب باشا :
رغم المخاطر والأهوال المرتَّبة والناتجة من هذا التصرف، تزوجت حسناء وغبيشي وهربا بعيدا إلى منطقةٍ وعرةٍ واستقرَّا على قمَّةِ جبل، واتفقا على أن يسهرَ كلٌّ منهما على الآخر خلال الليل وذلك اتقاءً لخطر المباغتةِ من قبيلة حسناء،أما القبيلة فقد جُنَّ جنونها، وغضب والد حسناء وأقاربها والعشيرة بأجمعها فاستنجدُوا بالقائد الإنجليزي غلوب باشا _ قائد قوَّات إمارة شرق الأردن_ (في عهد الإنتداب.. فتعهَّدَ بإحضار رأس غبيشي ، واصطحبَ كتيبة ً من الجنود والحناطير والمصفحات ومدجَّجين بالأسلحة والرَّشَّاشات وشرعوا بالبحث عن العاشقين الفارّين .
بالغناء نحمي الحب ونعيشه :
عندما كان غبيشي نائما في إحدى الليالي، لاحظت حسناء التي كانت تسهرُ وترقبُ المكانَ جلبة ً وضجيجَ عساكر وحناطير فأيقظتهُ وطلبت منهُ " كفَّ الشَّرّ " و"التَّحييد " عن الجيش قبل أن "يطلُّوا " فأنشدت الكلمات الشعريَّة الجميلة الصَّادقة وَردَّ عليها غبيشي بكلمات وتعابير في منتهى الصِّدق والرَّوعةِ والجمال..وكانت هذه القصيدة التي جاءت على شكل حوار بين غبيشي ومحبوبتهِ حسناء بعنوان : "حَيِّدْ عن الجيشي يا غبيشي " والتي سرعان ما انتشرت وذاعَ صيتُها في كلِّ مكان وأصبحَ الناسُ يُرَدِّدُونها ويغنُّونهَا في كلِّ مناسبةٍ، في الأفراح والأعراس بألحان مختلفةٍ.

https://www.youtube.com/watch?v=kyjRdzO-V2Y


حسناء : ( " حيِّدْ عنِ الجيشي يا غبيشي قبل الحناطير ِ ما يطلُّوا
غبيشي : ( وَاحَيِّدْ عن ِ الجيشي لويشي ولْ يِقحَم غبيشي يا ذلُّو
حسناء : " عين دربَكْ زين شيل شدّي واقطع درب الصِّين واعَى تهدِّي
تراهُنْ جايينْ فندي وفندِي معَاهُمْ مارتينْ وبرابيلُّو
غبيشي:( ماخِذْ متراسي وقاعِدْ حاضرْ فرودي حُرَّاسي والخناجرْ
وبساحة ْ برجاسي مين يخَاسِرْ ومِنْ عنِّة رصاصي يولُّو
حسناء: " يا ويلي عليكْ ويلي حينَكْ مالكْ قبيلهْ حتى تعِينَكْ
وإن صابكْ إشي وحياة عينَكْ لقُصِّ الجديلهْ وشعري حِلُّو
غبيشي: ( وِينِكْ يا حسنا وقت العَركِهْ ودموم سايلِهْ مثل البِركِهْ
وإن قتلوني إوعِكْ تبكي وغبيشي ارحمنوا حَسَنلُو
حسناء: " نزلْ العسكرْ ووقف القايِدْ وبصوتو الغدَّارْ قتلَكْ رايِدْ
يا الله يا ستَّارْ كلّ سايدْ وغبيشي المغوارْ لا يذلُّو
عبيشي: ( قوطرُوا صوبي يبغوا قتلي مشيوا دروب إل ما بغتلي
سمعت محبوبي يزغرتلي أعطيتهم نوبِهْ قلوب خلُّو
حسناء: " لوِ إنَّكْ جبان ما حَبِّيتَكْ تقهَر العدوانْ يُعمُرْ بيتَكْ
باكِرْ في البلدانْ يفقعْ صيتَكْ تسمَع العُربانْ وتجلُّو ( تجلُّو )
غبيشي  لا يهمني الجيش ولا الدولِهْ بيدي إم كركار وإلهَا صُولِهْ
وقت شبوب النار تبقي تقولي وغبيشي الغوار لا تذلُّو
هَدَر الماتورْ وإجَا العسكَرْ إثننعشَرْ طابُورْ والاَّ أكثرْ
والسيف المشهُورْ وفردي المَنشرْ وعددهُم موفورْ الله يقلُّو
شوفي رصاصاتي ما يخيبُو بقلوب عداتي دوم يصيبُو
وثلاث ساعات قبل ما يغيبُو راحُوا شتاتي وما يندلُّوا
غبيشي:( " بُو حنيكْ" أعطيتُو منِّي هديِّهْ ثلاث دعيتو بحالِهْ رثيِّهْ
وخرَّبتْ بيتُو بها العطيِّهْ وخلفي رميتُو بطنُو يغلُّو
حُطّي إيدِكْ بيدِي لنوَلّي لوين تريدي ما تندَلّي
والعيشِهْ طريدِهْ ولا تذلّي ولا تقلُّو سيدي وتخضعلُو
سافرُوا العشَّاق بليل الدَّاجي يا عناق وبوس وضمّ وغناجي
يا الله للمشتاق تقضي حاجِهْ والحلو ما يِنذاقْ تا تذوق خِلُّو

تعليقات

المشاركات الشائعة