تداخلات الهوية الوطنية والحضارية تحت وقع الحصار

تداخلات الهوية الوطنية والحضارية تحت وقع الحصار 

تعتبر مدينة بيت لحم واجهة حضارية و تاريخية ودينية في فلسطين، ووجهة سياحية هامة إذ يرجع اسم مدينة بيت لحم إلى اسم مدينة جنوب القدس هو بيت إيلي لحاما، أي بيت الآلهة الوثنية لحاما لدى الكنعانيين، ويعني آلهة الخير والخصب، وعرفت فيما بعد ببيت لحاما ثم إفراتا أي الخصبة وهي كلمة آرامية ومنهم من قال كلدانية أما بيت بالعربية فهي تعني مكان المبيت أو السكن ولحم جاءت تعبيرا عن خصوبة مراعيها وكثرة ماشيتها.
مسرحية الحصار واحدة من التجارب المسرحية التي ناقشت حالة الحصار التي تعرضت لها مدينة بيت لحم ، إذ خضعت المدينة وكنيسة المهد لحصار استمر من الثاني من نيسان حتى العاشر من أيار ،تستهل
مسرحية الحصار بترحيب الدليل السياحي (عيسى) بالقادمين والزائرين العرب والأجانب، عاكسا بذلك الهوية الوطنية والحضارية الأولى لبيت لحم فهي مدينة الله التي ترحب بقادميها: (أهلا وسهلا ... بهدوء... بس أنا بدي إياكو تكونوا مرتاحين .... سكروا تلفوناتكو هذا مكان مقدس ) ويشير عيسى في حديث وجداني حول المكان إحساسه الذاتي وذاكرته الفردية الخاصة، معرجا على ذاكرة الألم الخاص بكنيسة المهد :(رح نتحرك لعند المغارة الي فيها عظام الأطفال،هي قصة مذبحة الأبرياء، مذبحة  عملها هيرودوس الكبير، هذا الملك أمر بقتل الأطفال الذكور تحت سن سنتين ) وكأن الذاكرة في الكنيسة تظل متصلة بين أرواح الأطفال الذين قضوا في المجزرة، و أرواح المحاصرين الفلسطينيين عام 2002، جدران الكنيسة تستعيد حالات الولادة والموت وصوت قرقعة العظام، عظام الأطفال، وزفرات أنفاس السيدة العذراء، وصخب ألم مخاض ولادة المسيح و أصوات أنفاس المناضلين المختبئين في كنيسة المهد، باحثين عن مساحات أمن ودفء في بيت الله.(كان في تقارب بين الإشارة والحدث اللي صار في 2002 في هداك الوقت مفهمناش المعنى وبعد هاد الإشي صار مجموعة من أبناء الله أجو على الكنيسة وطلبوا اللجوء والحماية، كانت إشارة إلنا من الله عشان نقدر نشوف الطريق)
أن هذاالتداخل في عرض أحداث المسرحية يلعب دورا كبيرا من خلال التركيز مع ما يقدمه الدليل السياحي، من ذاكرة قريبة حول الحصار، وذاكرة تاريخية و حضارية و دينية نوعا من الاتصال الجغرافي والمكاني و الحضاري بين روح السكان وروح الأشخاص الذين مروا منها،فتكون هي  بيت لحم المدينة التي تلد المسيح وترعاه، وتعلو فيها أجراس الكنيسة
كل يوم تحية لمن قضوا في سفر صياغة الوجود والهوية . (هذا المكان يحمل تاريخا طويلا لمعاناة الناس و أيضا معجزات كثيرة، في ل زاوية من زوايا المكان لسة حضارة وثقافة كل مرحلة موجودة، من كل هاي الحقب التاريخية.)

تعليقات

المشاركات الشائعة