مسرحية الحصار وصوت الهوية الوطنية :

مسرحية الحصار وصوت الهوية الوطنية :
مسرحية الحصار إحدى المسرحيات التي تناولت حصار كنيسة المهد في بيت لحم، تم إنتاجها من خلال مسرح الحرية في مخيم جنين بعد جولات ميدانية ولقاءات عقدت مع عدد من المبعدين الفلسطينيين، ارتد صدى حصار كنيسة بيت لحم في أرجاء مخيم جنين ، إذ صاغ المخرج والكاتب نبيل الراعي مسرحية الحصار المسرحية التي تناولت حصار بيت لحم والكنيسة وما آلت إليه أحوال المناضلين الفلسطينيين المحاصرين من إبعاد في دول أوروبا وقطاع غزة.
تعرضت كنيسة المهد في بيت لحم إلى حصار استمر أربعين يوما في العام 2002، تعرضت خلاله أجزاء من الكنيسة للهدم والحرق، أيام أليمة بقي فيها جرس الكنيسة صامتا. إذ لا يد تقوى على الصعود لقرعه، بعد أن هوى قارع الجرس بيد قناص إسرائيلي .
مسرحية الحصار والهوية الوطنية في الإبعاد:
يبدأ قياس حجم الألم من النتيجة، هكذا جاء الصوت المسرحي إذ يبدأ العرض من النهاية تماما، و إثر مضي ثلاثة عشر عاما على الإبعاد، يجلس بعض المناضلين الفلسطينيين على كراسيهم برتابة مستعدين للإجابة على تدفق الأسئلة من صحفي لا زال يذكر قصتهم، باحثا بينهم عن شيء ما في ذاكرتهم.
يمعن العرض بواقعية في عرض المقابلة، فالمناضلين يتحدثون بطريقة هزلية، ولا يذكرون التفاصيل تماما، يتحدثون بصلابة عما يحسونه، عن الأسباب التي دفعت بهم لذلك، يتحدثون عن إيمانهم الحالي بعد ما تعرضوا له من مأزق الحصار، وما آلت إليه أحوالهم بعد الإبعاد. ( أنت بتحكي عن 12 ، 13 سنة . في أشياء علقت في المخ، و أشياء انمسحت،رح أحاول أتذكر).
إن الهوية الوطنية المنعكسة لأشخاص خاضوا تجربة ملاحقة مريرة أفضت بهم إلى حصار طويل مقلق داخل كنيسة المهد، انتهى بالإبعاد، تبدو هوية قلقة مخذولة، تجابه واقعا جديدا وحيدة، و كأنها تقف على جرف و إذ تلقي بنظرها إلى الوطن المحموم بالقلق، الوطن الذي يستيقظ كل يوم على ألم جديد، وإذ تنضر الشخوص إلى واقعها الجديد في الإبعاد تجد نفسها لا إلى هنا ولا إلى هناك. وكأن المبعدين يستعيدون صوت محمود درويش :
تستعد لتصبح منفيا إذن
لنذهب معا في طريقين مختلفين
لا شيء يوجعنا
ولا الريح حول الكنيسة توجعنا
وعما قريب لنا واقع آخر
و إذ تنظر وراءك لن تبصر

تعليقات

المشاركات الشائعة