فدوى طوقان ........... رحلتها الصعبة

فدوى طوقان ........... رحلتها الصعبة
فدوى طوقان ..... سفيرة مفوضة بدون حقيبة :

صدرت سيرة فدوى طوقان (الرحلة الأصعب) في طبعتها الأولى سنة 1993م عن دار الشروق للنشر والتوزيع بعمان الأردنية، ويندرج هذا العمل ضمن السيرة الذاتية التي تجمع بين التوثيق التاريخي والكتابة الأدبية ذات الطابعين: الإبداعي والنقدي. تغطي الرحلة الأصعب السنوات القليلة التي أعقبت عام 1967، ويتحدث عن نشاط فدوى السياسي والثقافي الوطني المقاوم للاحتلال، وعن علاقاتها بالشعراء من فلسطيني 48.
يعكس النص ماعرفته الأمة العربية بصفة عامة وفلسطين بصفة خاصة من نكسات متكررة ونكبات تراجيدية في ظل الانتداب البريطاني والاحتلال الصهيوني. كما يعتبر هذا النص أيضا أقرب وثيقة إلى الصدق الموضوعي في تحديد ملابسات بعض الكتابات النثرية والقصائد الشعرية التي كتبنها فدوى طوقان؛ لأنه يبرز لنا السياقات والحيثيات المرجعية والتاريخية التي كانت وراء إبداعها وسجالها السياسي والأدبي والفكري .

حرب حزبران بداية صعبة :
وتبدأ السيرة بتصوير ذلك اليوم الذي ستعلن فيه حرب ستة أيام التي حققت فيها إسرائيل انتصارا كبيرا على مصر بقيادة جمال عبد الناصر، إذ استولى جيش العدو على منطقة سيناء، وضم كثيرا من الأراضي الفلسطينية، وانتزع الجولان من سوريا، وتوسع في كثير من أراضي البلدان المجاورة. وكانت لهذه الحرب آثارا وخيمة على نفسية طوقان وأسرتها الصغيرة والكبيرة . وأشارت الكاتبة في مظان سيرتها الروائية إلى ما كانت تستوجبه هذه الحرب الحزيرانية من إعداد مسبق وتموين مدعم وما تفرضه من قسوة المعايشة والبقاء والاضطرار إلى الهجرة والهروب والارتحال أوالصمود والمقاومة ضد العدو المتغطرس.
لي بلاد هناك:
وعلى الرغم من هذا الحصار السياسي والعسكري الإسرائيلي، استطاعت فدوى طوقان أن تقيم نوعا من التواصل وترسي حبال المودة والصداقة مع مجموعة من الكتاب الفلسطينيين قصد إثراء حركة الشعر والأدب كما هو الحال مع القاص توفيق فياض والشاعرين محمود درويش وسميح القاسم. وقد أعجبت الشاعرة برموز المقاومة والهوية الفلسطينية وروح التضحية والاستبسال كما عند سالم جبران وتوفيق زياد. ومن ثم، أصبحت حرب حزيران شعلة لتوهج الشعر الفلسطيني وانطلاق شرارة أدب الكفاح والمقاومة الذي كان يدعو القارئ إلى التشبث بالأرض وعدم التفريط فها ولو في شبر واحد مع اختيار سبيل المقاومة والنضال قصد تحرير فلسطين من قبضة العدو الصهيوني المستبد. وبدأت الصحف التقدمية في الانتشار ولاسيما في الضفة الغربية والقطاع. وعادت جريدة "الاتحاد" ومجلتي "الجديد" و"الغد" إلى الصدور على الرغم من الحظر المضروب على هذه المطبوعات الصحفية . 


و تعرفت فدوى طوقان عبر صفحاتها مجموعة من الأدباء والمفكرين الفلسطينيين الذين يكتبون في مختلف الأجناس الأدبية كإميل حبيبي والدكتور إميل توما والأستاذ صليبا خميس والأستاذ علي عاشور .
فدوى طوقان ..... سفيرة مفوضة بدون حقيبة :
وشاركت الشاعرة في لقات شعرية سرية وعلنية في كثير من المدن الفلسطينية كالقدس ورام الله والبيرة وبيت لحم وغزة وبيت جالا؛ مما أهلها للاندماج بكل سرعة في المجتمع والاحتكاك بالجماهير الشعبية. كما كان للشاعرة لقاءات مع موشي دايان وزير الدفاع الإسرائيلي في عهد گولدا مايير حول أوضاع فلسطين ونابلس وحاجيات المثقفين وسبب كراهيتهم للإسرائيليين وكيفية البحث عن أحسن السبل للسلام الدائم بين الشعبين. كما التقت الشاعرة أثناء نزولها في القاهرة بأنوار السادات وقد صورت له معاناة الشعب الفلسطيني وما يعانيه في ظل الاحتلال مع التطرق إلى حلول التفاوض وإقامة السلام العادل.
وأصبحت فدوى سفيرة مفوضة بدون حقيبة بين الرؤساء والقيادات العليا وممثلي الشعب من أجل إيجاد صيغ التفاهم والتعايش والتوسط لإيجاد الحلول لكل المشاكل الفردية والجماعية ، و البحث عن المخرج الحقيقي لتحقيق الحياة الكريمة والاستقلال المشرف للشعب الفلسطيني.

تعليقات

المشاركات الشائعة