فلسطين ... تونس عين إلى القدس

فلسطين ... تونس عين إلى القدس


ترتبط تونس بفلسطين ارتباطا روحيا  مباشرا، فقد كنت الحضن العربي الأخير الذي احتضن الفلسطينية، وضمد جراحه القديمة الموروثة من أصقاع ومناف ومدن مرت به،لا زال الفلسطيني يحلم بوطن حر، وعلم شامخ فوق ربوع القدس عاصمة حرة عربية فلسطينية .
وإذ تواجه القدس اليوم تهديدات عميقة وكبيرة تضرب عميقا في وعينا الذاتي، وتهز حاضرنا النضالي في ظل ما تطرحه الإدارة الأمريكية من دعم للاحتلال الإسرائيلي ووجوده، ودفع باتجاه نقل سفارة العدو الإمريكي  إلى القدس؛ تساند تونس فلسطين وتقف حائط صد منيع، إذ تسجل عدد من الهيئات والمؤسسات المدنية التونسية مواقف حرة واضحة ومباشرة داعمة ومساندة لفلسطين وحقها التاريخي في الحفاظ على ثوابتها الوطنية، والالتزام بالقدس عاصمة فلسطينية عربية راسخة عربية الملامح.
 تربط الشعب التونسي صلة وطيدة بالشعب الفلسطيني حيث قدم  إلى فلسطين 2676 متطوعاً تونسيا حتى 20 يوليو 1948 حسب وثائق " المركز الوطني والجامعي للتوثيق العلمي والتقني للمشاركة في مقاومة العصابات الصهيونية وسيطرتها آن ذاك على الأرض الفلسطينية ، كما إذ احتضنت تونس منظمة التحرير الفلسطينية  منذ سنة 1982 بعد خروجها من لبنان، وقد امتزجت الدماء التونسية وتخضبت مع الدماء الفلسطينية، حيث شهدت مدينة حمام الشط حادثة الاعتداء الصهيوني على مقر منظمة التحرير الفلسطينية والتي ذهب ضحيته 50 فلسطينياً و18 تونسياً إضافة إلى جرح مئة شخص..

ولا زالت تشعر تونس بهذا التواصل الإنساني والجغرافي والتاريخي  وإذ يقول محمود درويش لذاكرتنا في تونس
  كيف نشفى من حب تونس الذي يجري فينا مجرى النفس
لقد رأينا في تونس من الألفة و الحنان والسند السمح ما لم نرى في أي مكان آخر
لذلك نخرج منها كما لم نخرج من أي مكان آخر
نقفز من حضنها إلى موطئ القدم الأول
في ساحة الوطن الخلفية
بعدما تجلت لنا فيها
في البشر و الشجر و الحجر
صور أرواحنا المحلقة كعاملات النحل على أزهار السياج البعيد
في هذا الوداع أحبكِ يا تونس أكثر
تجيبه تونس بكل هيئاتها ومؤسساتها وأفرادها أنها الروح التي لا نغادرها أبدا، وإذ تبدأ مدن فلسطين حراكا شعبيا جماهيريا كبيرا ضد القرارات الإسرائيلية الأمريكية بنقل سفارة العدو الأمريكي إلى القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأم البلاد، زهرة المدائن.
وقد أصدرت الهيئة التونسية الفلسطينية للأخوة والشراكة بيانا أكدت فيه على رفضها المباشر والصريح والواضح للقرارات المتهورة لرئيس الإدارة الأمريكية  دونالد ترامب بنقل السفارة  إلى القدس،حيث أكدت أنها هذا يعد سلوكا غير مسؤول، وأن هذا القرار يعد عدوانا على الحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وإن هذا يعد انتهاكا للشرعية الدولية و القانون الدولي .


تعليقات

المشاركات الشائعة