مسرحية امتحان رياضيات


أحمد الرخ يخوض تجربته الإخراجية الأولى من خلال مسرحية " امتحان رياضيات"  وهي مسرحية تتناول بيئة المخيم الشائكة من خلال عائلة متواضعة ، تحلم بنجاح ابنها الوحيد كريم في دراسته، ويخوض كريم مع عائلته وجيرانه، ومدرسته سجالا كبيرا يظهر تلك الفروقات بين طموح الابن وأسلوبه، وما يفكر فيه، ورغبات الأهل وتوجهاتهم وأولوياتهم. وحول هذه المسرحية تحدث أحمد الرخ خلال مقابلته مع مجلة الزيزفونة :

كيف بدأت فكرة العرض المسرحي وانتقاء هذا الموضوع " الامتحانات المدرسية وبيئة الدراسة الأكاديمية"؟
أحمد الرخ: بدأت الفكرة من خلال التدريبات التي عقدت في مسرح الحرية في المخيم الصيفي، كانت هذه تجربة مميزة سمحت لي أن أكون أكثر قربا من الأطفال، واستطعت من خلال تبادل الأحاديث معهم، وحوارنا الدائم، والتساؤلات التي تبادلناها أن أرى وعيا أكبر في عيون هؤلاء الأطفال. تحدث الأطفال عن أفكارهم، آرائهم، نظرتهم إلى العديد من القضايا كالاحتلال، المجتمع، الحرية، الطموح، وبيئتهم المدرسية بصفتها اللبنة الأولى المشكلة للطفل.
وحول البنية التعليمية والأساليب التربوية وماهية تعرض المسرحية لهذه القضايا قال أحمد الرخ: ناقشت المسرحية مادة الرياضيات التي يعتبرها الطلاب المادة الأكثر صعوبة، التربويون، والأهل يعتمدون على نتائج الامتحانات، وقد رأيت أن الطلاب يفتشون  عن آليات أخرى يثبتون من خلالها قدراتهم وطاقاتهم الإبداعية
تناولت قضية مجتمعية تعليمية تربوية من خلال منظور الطلاب، كيف كانت لغة التواصل والتعامل المباشر مع الأطفال و ما يقدمونه من أفكار وآراء؟
الرخ: أنا أؤمن أن هذا المجتمع يستند على هذا الجيل من الأطفال والشباب، فغدا سيقود هذا الشاب مجتمعه، سيكون قائدا، ورياديا، وسياسيا، واقتصاديا،خلال تعاملي مع الأطفال من الممثلين والمتدربين رفعت سقف تعاملي لأصل إلى أفكارهم، أبدا لم أحاول تبسيط ما أقوله ،فهم على قدر كبير من الوعي والإدراك، وقادرين على التعبير، والإبداع، كما أنني أؤمن أن معالجة وعرض المشكلات الصغيرة في بيئتنا المحدودة هو الطريق الأول للوصول إلى الحرية، والالتفات إلى تعزيز صمود الفلسطيني، وصولا إلى إنسان واع قادر على مواجهة الاحتلال.
أما عن الأسلوب الفني الذي اعتمده أحمد في عمله المسرحي الأول فيقول: إنني أميل بشكل كبير إلى الكوميديا السوداء ، تلك التي تجعل الشخص المتفرج يضحك على ألم يومي يعايشه،فمثلا الحاجز العسكري واحد من الأمور اليومية المؤلمة التي يمكنني عرضها بطريقة الكوميديا الناقدة، حيث أرى أن الكوميديا هي أسلوب ساخر يمكن من خلاله عرض المشكلات وإتاحة مساحة للجمهورللتفكير ومواجهة هذه القضايا، والبحث عن حلول لها. المسرح يدق جرس الوعي في ذهن الجمهور،المجتمع لا يحتاج منقذا، والجمهور هو القادر دوما على إحداث التغيير في المجتمع وليس على خشبة العرض.
نحن نحلم معا، ماهي رؤيتك لمسرحية امتحان رياضيات، إلى من تحب أن تصل بها؟
الطفل هو البذرة الأولى في المجتمع، لا يوجد وزارة مباشرة تهتم بشكل رئيسي بالطفل، وتوجه جهودها باتجاهه بشكل مكثف، هناك جهود عديدة لوزارات متعددة كالثقافة، والشباب والرياضة، والصحة، ولكنها ليست موجهة بشكل رئيسي مباشر،في هذا العمل المسرحي أتمنى أن أصل إلى الطفل أولا" الطالب" الذي أتحدث بصوته في المسرحية، وهو أكثر ما يهمني رأيه بشكل رئيسي،ثم المعلومين، والمرشدين التربويين، والأهل، والتربية والتعليم. وبشكل رئيسي أتمنى من قلبي أن يكون الافتتاح بشكل خاص لطلاب يأتون برفقة أهلهم، فقد كان الأهل، الأب والأم محورا هاما في العمل المسرحي.
وحول مناقشته لمفاهيم الفشل والنجاح ورؤية المجتمع لها يقول أحمد: لقد عرضت هذا المفهوم من خلال شخصية الأب وهي شخصية تعرض جزءا كبيرا من المجتمع، الأب الذي يتباهى أمام ابنه بقدراته التعليمية، ونجاحاته الباهرة في المدرسة، لكن الابن يكتشف في النهاية زيف حديث أبيه حول أمجاده و اجتهاده الدراسي، مؤكدا أن الابداع لا يرتبط بالتحصيل العلمي الدراسي.
ويضيف أحمد الرخ: مسرحيتي تروي تجربة عاشها الكثيرون في هذا المجتمع، جميعنا في مرحلة ما كنا طلابا، اليوم أصدقائي في الجامعة يواجهون الأمر ذاته خلال حياتهم الدراسية، ويعايشون الأساليب التربوية التعليمية التقليدية، لذا أشعر أن هذه المسرحية سيكون جمهورها واسعا، رغم أنها تتوجه بشكل أساسي إلى طلاب المدارس في عروضها المتعددة في جنين، إذ سيكون هناك عشرون عرضا مختلفا تتوجه إلى طلاب المدارس،في مواعيد تتناسب مع الطلاب بين الساعة العاشرة والثانية عشر ظهرا. أما العرض الافتتاحي الذي نتوجه فيه للأسرة وجمهور المسرح بشكل عام فسيكون في الساعة الثالثة ظهرا من يوم السبت الموافق 9/1/2016 .
وفي ختام حديثه إلى الزيزفونة أكد أحمد الرخ أن افتتاح المسرحية سيأتي بعد عمل وجهد كبير من طاقم المسرحية مدربا الرقص والرحة :ماهر شوامرة مدربا، وميكائيلا .الديكور والصوت والإضاءة :  سامي السعدي وعدنان نغنغية، وأنة جالسي ، وفي إدارة منصة العرض :حبيب الراعي، ومجد نغنغية،ومحمد معاوية وبراءة الشرقاوي في التصمصم والتصوير ، أما رسم البوستر للعرض المسرحي فقامت به عتاب هارون.






تعليقات

المشاركات الشائعة