رواية برزخ


رواية برزخ
رواية برزخ رواية لليافعين واليافعات من سن 15 وحتى 25 عاما من إصدارات مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي للعام 2014  للكاتب سيمون سترونجروهو كاتب نرويجي ولد في العام 1976 وعرف ككاتب قصص قصيرة مصورة  للأطفال في العام 2005 ، حصل في العام 2006 على جائزة الترجمة لأفضل كتاب مصور للأطفال، وهي وتقع بنسختها العربية للمترجمة زكية خيرهم في 176 صفحة من القطع المتوسط.
تناول الكاتب حالة الرغبة في الهجرة والتغيير الاجتماعي، والحصول على فرصة أفضل بعيدا عن حالة الفقر والمعاناة وسوء العيش، والأحلام الموقوفة برسم الاحتياج، وقد وازن الكاتب بين شخصيات الرواية الحالمة المهاجرة من دول إفريقية كالسنغال، مالي، بنين، وبين شخصية إيميلي الفتاة الشقراء الصغيرة، في محاولة لعرض ذلك الاختلاف الذي يتركه المكان والمحيطون في الذات، فهي تشغل وقتها بالسباحة، والركض، القراءة، و الموسيقى والاستجمام، وتزور المكان في رحلة سياحية، تعود بعدها إلى النروج والأهل والأصدقاء، بينما يهرب شباب في مثل جيلها من طبيعة عيشهم القاسي في إفريقيا، ويبحثون عن فرص أفضل ، وإن كان عن طريق وجود غير شرعي.
سفينة وتناقضات:
عاشت إيميلي فترة طفولتها تعاني وزنا زائدا، لم تفكر بالتخلص منه حتى سمعت سخرية أحد الصبية في صفها من وزنها، لتصبح قادرة في الخامسة عشرة من عمرها على كبح جماح رغبتها، والشيطرة على شهيتها، وفي موازاة هذا يعرض الكاتب حالات لعدد من الشباب المهاجرين عبر البحر يتساقطون واحدا تلو الآخر بعد أن أثقلهم الجوع، والعطش ووضع حدا لحياتهم، إن مثل هذه التناقضات يصنعها الوقت، المسافة، المكان، ويحدث في البحر أن تصل السفينة بلا مسافرين، وأن تصل بأعمار أقل وأحلام مشذبة.

وصول:
وصل القارب متهالكا، يقف مترنحا على وشط الغرق، لا يكاد يرسو على الشاطئ، إيميلي الصبية التي جاءت تذرع الأرض هرولة وجدت رياضة أخرى لا لتسلي نفسها بها هذه المرة، إنما لتصنع منها جسا يعبربه أحلام المهاجرين إلى الشاطئ، سبحت إليهم، دفعت بهم إلى الشاطئ وإلى منزل مهجور يختبئون فيه.
القليل من الحب في أسبوعين:
اكتشاف اللحظات المختلفة، الشغب الكامن في النفس، وجزر أخرى بين إغفاءتين تحاول أن تصل إليها، لقد نسج الكاتب نوعا رقيقا من الإحساس، وصوتا دافئا للحب، لا يصرخ بالكلمات، والشوق، ولا يعبث بتفاصيل الجسد، ولا يهيم حيرة وقلقا، ولا يتربص بعقارب الساعة، لم يقولا الكثير، إيميلي وصموئيل، لا تتعرف عنه الكثير، لا تعرفه تماما لكنها اختبرت احساسا مختلفا على مسافة قريبة منه، نبض كفها، اليدين، وصدى يحدثه مرور ذراعيه في خطوط عظام رقبتها.
نهايات بدايات:
توقفت البدايات بهم في حدود جديدة، المهاجرون غير الشرعيين ينتهي بهم الوقت في إحد مخيمات اللجوء، رهنا لمصير لا يعرفونه، وتبقى النهايات مفتوحة على الكثير من الأسئلة، بينما تطوي إيميلي صفحتها الأخيرة في زاوية ساكنة كان صعبا إيجادها في مخيم يضج بالحالمين المنتظرين، لتتنفس تلك المسافة الضيقة المتاحة بينهما قبل أن تغادر إلى النروج.



تعليقات

المشاركات الشائعة