برنامج تعزيز المشاركة المدنية و الديمقراطية للشباب الفلسطيني

 المشاركة و مفاهيم الآن: 


كان قد مر كثير من الوقت لم يتسن لي فيه المشاركة في أي من التدريبات الفكرية أو الاجتماعية و السياسية في اللحظة التي قرأت فيها الدعوة للمشاركة في برنامج تعزيز المشاركة المدنية و الديمقراطية للشباب الفلسطيني، وقد وجدت في البرنامج التدريبي التفاتا إلى الكثير من المفاهيم السياسية، و تركيزاً مراحل النضال الفلسطيني، والمسيرة السياسية وصولاً إلى الآن الحالي الذي يمكن من خلاله الانطلاق نحو بناء وإعداد جيل شاب لا ينفصل عن محيطه.



المشاركة و جدية الآن: 

في شباط من العام 2020 توجهت لإجراء مقابلة لاجتياز مرحلة الاختيار و القبول ضمن برنامج تعزيز المشاركة المدنية و الديمقراطية، كان يوماً ماطرا على غير عادة الأيام السابقة، لكني قررت التوجه من قريتي في محافظة جنين إلى رام الله مدفوعة بكثير من الفضول، فهي المرة الأولى التي أخضع فيها لمقابلة للمشاركة في برنامج تدريبي، في ذلك الوقت لم يكن بإمكاني الإلتزام في البرنامج كاملاً بسبب انشغالي ضمن برنامج مركز تعليمي عصراً ( after school leaning)، وهكذا تمنيت أن أحظى بفرصة للمشاركة خلال الصيف لو تم قبولي ضمن البرنامج.



التدريب وظروف الآن:

منذ آذار تغيرت كثير من آليات تنفيذ البرامج و الفعاليات بسبب ما خلفه فيروس كورونا من أثر، و تحديد للحركة والتفاعل المباشر، هكذا تمكنت من المشاركة في البرنامج التدريبي، برنامج يمتد ل 90 لقاء، ويستخدم برنامج Zoom  لضمان استمرار الفاعلية ضمن انتشار فيروس كورونا، أما اللقاءات فبعضها متزامن، وبعضها غير متزامن، حقيقة وللوهلة الأولى لم أكن أدرك تماماً ماهية اللقاءات غير المتزامنة، فاتني الإلتزام ببعضها، واستدركت المشاركة متأخراً في بعضها الآخر، و أحياناً شاركت في منتديات حوارية ضمن مجموعة أخرى. 


 اللقاءات التدريبية ومراحل البناء: 


ضمن سلسلة من اللقاءات التدريبية المنتظمة بواقع 9 ساعات أسبوعياً مقسمة على ثلاثة أيام تم الولوج إلى العديد من المفاهيم و الموضوعات، استندت إلى جذور القضية الفلسطينية و مراحلها التاريخية، وكانت هذه مرحلة بناء " الأنا" الفلسطينية و التعرف على الصورة الخاصة بالفلسطينيين و انعكاسات الحركة القومية العربية، و حركة النضال العالمية على التضامن العالمي مع قضايا التحرر.

و في مرحلة لاحقة كان الحديث عن الحركة الصهيونية العالمية مرحلة الولوج إلى "الآخر" و التعرف على كينونة و منهجية تعبوية وعي المحتل الإسرائيلي نحو الإمعان بمزيد من السيطرة، وفي مرحلة بناء " الأنا الخاصة" الذات" وتشكيل الأدوات الخاصة لكل مشارك من خلال تعزيز مهارات الاتصال الفعال و التواصل والحوار و آليات بناء الفريق و المجموعة، و تشكيل المبادرات و التواصل الحي مع المجتمع.

نحتاج إلى التواصل إذن، و بناء قنوات التواصل يرتكز على التفكير، وتعزيز استراتيجية فعالة من التفكير و بناء قوة الخطاب التي تساهم في تعزيز القدرة على التأثير و إحداث تغيير ما في مساحة صغيرة، على المدى القصير أو الطويل.


اللقاءات و بيئة التواصل Zoom:


لم تختلف مشاركتي في هذه التدريبات عن غيرها، أصغي لكثير من الأحاديث والموضوعات و الحوارات السارية ضمن المجموعة، و أتذكر تفاصيل الأحاديث والموضوعات بدقة، و أشارك قليلاً ضمن جلسات الحوار الموسعة، و بشكل أكبر في جلسات وحلقات النقاش للمجموعات المصغرة، حيث أؤمن أن هناك الكثير مما لا أعرف، ومما علي أن أدرك، وأن ما لدي من قليل من المعرفة و المعلومات يحتاج إلى إعادة إحياء، الإنطلاق من المعرفة الجمعية للمشاركين نحو بناء معرفة جديدة كان استراتيجية قيمة و غنية عززت الثقة ضمن الفريق، ناهيك عن الثقة الشخصية الخاصة بالأفراد.

في بيئة Zoom تسنى لي الإلتزام بالوقت ما أمكن ذلك، فقلما أتأخر، إذ أن أتعثر بأزمة أو كسل حركة المواصلات صباحاً، كما أن أنفق كثيراً من الوقت و أنا أختار ما أرتديه لهذا الصباح، كما لن أهتم كثيراً بتناسق الألوان، إلا أنني أدرك هامش التشتيت الخاص باستخدام هذه التقنية، فكثيراً كان علي أن أفتح باب المنزل لقادم ما، و ربما أعد له بعض القهوة أو الشاي، و ربما نشربها معا بينما لا زلت أصغي و أتابع التدريب بحيوية، أجبت على الهاتف أحياناً، ولم استطع الهروب من ضوضاء الصبحيات العائلية، واجتماع الأخوات و أبنائهن في منزل العائلة، لكن قوة التشتت هذه، سنحت بفرصة أخرى للمشاركة وللاستماع إلى مشاركات متدربين و متدربات من قطاع غزة، كانوا يتحدثون عن الشوارع، و بقالة الجار، و سماعة الجامع، و كثير من الأماكن و الأحداث بود كما لو أنهم يتحدثون عن الشارع المقابل للمنزل، وكانت هذه المرة الأولى التي أسمع و أرى فيها غزة خارج الخريطة، ونشرات الأخبار، وكتب الجغرافية و المدرسية.







تعليقات

المشاركات الشائعة