السر الصغير

السر الصغير

تتناول حكاية السر الصغير حكاية فتاة صغيرة تلتزم الصمت، لا تتحدث أبداً، لا تضحك، لا تبكي، لا تنفعل، لا تتفاجأ، تجلس في الحديقة صامتة، تسير في الشارع صامتة، تسمع ثرثرة الناس حولها وهي صامتة، و تتابع هكذا حتى تصل منزلها، فهو بيت سرها، لتقترب من حوض السمك وتعيد السمكة التي كانت تصطحبها معها، وتخفيها في فمها.

 


السر الصغير و ألوان تضج بالحياة:

تقدم الصورة في قصة السر الصغير مساحات موازية لألوان تضج بالحياة، سر صغير هو تختزله بضع كلمات على بعض الصفحات، بينما تنفرد كثير منها بالصور دون الكلمات، يظهر عنوان القصة في الصفحة السادسة، تسبقه بعض الصفحات الملونة بالأصفر، والأصفر العصفري، و تتناثر بعض أوراق الشجر في مواسم الخريف إلا أنها بلون وردي!

وتستمر مساحات اللون بالاتساع، تضج الصفحات باللون الأخضر، لتعبر عن حالة الفعل و الانطلاق و الحركة، اللعب، والركض، التنزه و تناول الطعام والتجول مع الحيوانات الأليفة، والأخضر أيضاً هو اللون الذي استخدمته الفنانة للدلالة على الراحة والسكينة ومساحات الفضاء الذاتي، فجدران المنزل ملونة بالأخضر رسمت فوقه دوائر باللون ذاته، ولون أصفر بارد.

 

النميمة وألوان بين الأبيض و الأزرق:

النسخة التي قرأتها من هذا الكتاب، هي الطبعة الثانية الصادرة في العام 2015، و هي فترة كان رائجا فيها موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، و هذا ربما يفسر استخدام الرسامة مربعاً باللون الأزرق، حوله عدد من الأشخاص والكثير من الحروف المتصاعدة، هي بضع حروف تتصاعد و تتصاعد لتدل على كثير من التأويلات والتفسيرات التي بتقولها الناس والتي تكتب فوق مساحة بيضاء تشق الصورة الكاملة للأبنية والشوارع المتراصة بما يظهر الأحكام الجاهزة والمسبقة التي يفترضها الناس عن الآخرين.

 

الذات بين الأبيض و دوائر الذات:

بطلة الحكاية الصغيرة التي لم تخبرنا الكاتبة باسمها حتى واللحظة، نجدها تنفرد بصفحات بيضاء تكاد تخلو من الكلمات، و تتعدد ألوانها بين الأزرق والأخضر والبرتقالي، تغلق فمها في أغلب الصور، ولا تفتحها إلا عندما تدخل المنزل، تفتح فمها كثيراً، وتبدو أسنانها العلوية واضحة و بحجم كبير.

 

طاولة مستديرة و أسنان:

لم نر في القصة شفاه حقيقية واضحة الملامح، فالفتاة كانت شفاهها مغلقة وتبدو كخط مستقيم يمتد من أول وجهها وحتى آخره، و تتسع الشفاه بشكل دائري و بيضاوي وتظهر الأسنان مرة على الفك العلوي، وهي الصورة المنطقية للضحك بانفعال حاد، ومرة على الفك السفلي وهي صورة للضحك لكني لا أجدها مبررة، وتظهر الطاولات المستديرة بدون رأس أو جوانب، والتي يعود جذرها التاريخي السياسي إلى طاولة الملك آرثر في كاميلوت إلى عقد لقاءات توحي بالمساواة، فلا زاوية رئيسية يحظى بها كبير القوم و أفضلهم الذي يحظى بالرئاسة والكلمة الفصل، أما في القصة فكانت الطاولات مساحات لتبادل النميمة والثرثرة.

 

البيت مساحات أمان:

الطريق إلى البيت رمادية اللون، بنية أحياناً، فيها ألوان الخريف، بينما يأتي البيت مساحة مفعمة بالألوان الطبيعية، والحركة التي تم الاستدلال عليها من خلال الظلال التي دلت على الحركة والحياة.

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة