البرنامج التدريبي حكايتي خطوات من وقت.... الحكواتي سعيد حجي

 البرنامج التدريبي" حكايتي" خطوات من وقت


 أضع هذا العنوان بداية ثوثيقية لسلسة كبيرة من المقالات التي ستسجل التجارب الفردية التي خاضها المتدربون و المتدربات ضمن برنامج حكايتي، و اللحظات التي وقفوا فيها لأداء حكايات متنوعة أمام الجمهور. 
                                                 سعاد شواهنة
 عن تجربة قيمة و مختلفة نتحدث، الحكواتي السندباد ابن بلدة عرابة الحكواتي سعيد حجي، و يضيف معرفا عن ذاته عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلاً الدليل السياحي والطوربرجي، أما الأولى فربما يذهب إليها منسجماً مع روح المكان في بلدته عرابة التي تزدحم بالأماكن التاريخية و القصور القديمة، ولكل مكان حكاية يرويها وألسنة تتداولها، و هو الحكواتي يروي عن المكان الحكايات فيكون الدليل السياحي الحكواتي، أما الثانية فتنسجم مع مهن الحياة الدارجة بين الطبقة المتوسطة. سعيد حجي، و أجد أنني لا أستطيع وصفه بإحد المتدربين في البرنامج التدريبي"حكايتي" الذي نفذته جمعية مسرح شظايا بدعم من الصندوق الثقافي البريطاني ومن خلال سلسلة من اللقاءات الإلكترونية عبر منصة زوم، بإشراف مدربين دوليين و عرب، فقد كان أحد المشاركين و المتدرب الخبير، فحين نخرج من السياقات النظرية، و المعلومات التوثيقية لسير الحكايات، و نلج إلى بهو الحكايات، نجد صوته و كلماته تعلو قبة السرد، فيطوف من زاوية لأخرى ومن مكان لآخر.


 على مسافة أيام في الثلاثاء الثاني عشر من شهر تشرين الأول من هذا العام 2021 وفي تمام الساعة الخامسة استضافت أروقة المسرح العتيقة جمهورها من المجتمع المحلي و تنقلت بهم من حكاية لأخرى ومن حكواتي إلى آخر. وقف سعيد حجي واثقاً لا أحسبه يحصي الوقت، و لا يقلب صور القلق، فقد اعتلى مسارح و منصات عديدة قبل هذه اللحظة، إلا أنه يستمع بوعي الجد إلى الصبي الموهوب مجدي الذي بدأ بكلماته يفتتح العرض. بغناء حكواتي، و صوت يحمل نكهة التراث بدأ حجي عرضه، و صوته يسبق دخوله العرض، ليخطف السمع قبل البصر " خرفتك خريريفة.. في دانك شريريفة...فيها واعواع الوادي...فيها مية صيادي... فيها نعجتنا الغرا جابت توم طلياني ... ويستمر من قفزة لأخرى حتى يصل إلى أمنيته بأن يصلي في الأقصى " أمنيتنا جميعاً" غصبا عنكم يا يهود!


 بروح الكلمات التي تتجول بيننا وقف بزيه التراثي الشعبي الأصيل مرتديا القمباز الرمادي اللون، بحزام أسود، و الكوفية الفلسطينية على رأسه ( الحطة و العقال) و يرد طرف الكوفية فوق العقال، و يترك طرفها الآخر حرا. يبدأ حكايته واعيا للحضور منذ اللحظة الأولى، فيرحب بهم، و يصلي على النبي" العدنان" محمد صلى الله عليه وسلم، " ما يحلى الكلام إلا بالصلاة على النبي...." و يبدأ بالتجوال بنا فنصغي إلى حديث الأمراء و الملوك، و نجده عاديا يشبهنا فهو بالكاد حديث أب يتمنى أن يحمل حفيده بين ذراعيه قبل أن يدرجه الموت بين سجلاته. 
و نجد الابن أميرا و للأمراء أطوار غريبة ليس لنا إلا أن نقبلها و ننصاع لها، فهو الأمير، و مشروع الملك القادم، يقبل الأمير طلب والده، و ينصاع لرغبته، لكنه يريد عروسا تجيد السرد و الحكايات، و تحكي قصة أولها خيال و آخرها خيال.
 و يحدد الملك يوماً يستقبل فيه الصبايا من البلاد، و من الممالك المجاورة، عله يرضي ذائقة الأمير، و تمر الأوقات، تدخل هذه، وتخرج تلك، و تلك تقول كان ياما كان، فيجدها حقيقة عادية، و تلك تقول صلوا على النبي، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة.... و هذه و تلك و هكذا وقد نال الملل من الأمير،حتى تصل فتاة عادية جداً لن تلفت انتباهك، نعم أنت العادي الذي تقرأ الآن، لن تلفت انتباهك، فهي بالكاد فتاة عادية متواضعة الجمال إلا أنها بدأت قصتها بالقول : " اليوم حضرت عرس سيدي و ستي..." ثم تبدأ طوافها الحكائي من مكان إلى آخر، حتى تختم بأنها قذقت إلى مكان الاجتماع بمنجنيق ما حتى وصلت و بدأت حكايتها...تنال الفتاة البسيطة إعجاب الأمير، يتزوجها و تحتفل البلاد.


 نحن لا نروي لكم المواعظ و لكنها الحكايات تقول لكم الكثير، عن الصدق، عن أمنياتنا، عن الدفاع عما نحب، عن اختيار الشخص المناسب الذي يمكنك أن تتكئ عليه، تقول الحكايات و تترك لكم التفكير بما تحمله من رسائل و أفكار. .

تعليقات

المشاركات الشائعة