طبق و بعض الوقت

 

    في أيام صباها كانت تنكر على جدتها نسيانها اسمها، فكثيرا ما وقفت أمامها وهي تقول:" من أنت ابنتي؟" وفي كل مرة تذكرها باسمها:" لحن"، واليوم تجد لنفسها ذات الملامح، تنسى أسماء أحفادها،وتغفل عن قهوتها حتى تبرد،وتنسى اضافة الملح للطعام، وتغازل أيام صباها كما لو أنها أمس، تمر على تفاصيلها الدقيقة، تطرب لصورتها في المرآة ممشوقة،نضرة لا تجاعيد ترهق كفها وهو يلقي تحية الصباح على وجهها.

       " لحن" تتمسك بذاكرة من ورق، منذ بدأت ذاكرتها تتلاشى، وهي تسجل كل ما قد يعنيها من أيام وملاحظات، وكم تحب أن ترقب الدهشة في عيون من حولها وهي تظهر لهم الكثير مما لا تغفل عنه. فلا أحد يعرف بصفحاتها تلك سواه، وكم يحب أن يتظاهر بالذهول أمامها كل مرة لتتأكد أنه لا يعرف.

        تنظر في مفكرتها، هذا اليوم هو يوم زواجها، تشغل نفسها بإعداد الطاولة، وتحضر طبقين قديمين، فيهما ذاكرة اللحظة الأولى.


 هي لا تعرف تماما وحتى هذه اللحظة،إذا كانت تحب زوجها؛ لكنها اعتادت أشياء كثيرة، لا تعرف إذا كان احتفالها حبا، أو عادة ابتدعتها في عامها الأول لتسّكن حالة الهدوء، وتفتعل بعض الصخب، لم تتزوجه حبا، لكن الحب اختبرها مرارا، واليوم تلح عليها الفكرة بصخب:" أحبه ؟"

       
     
       

تعليقات