ال بعرفش

ال بعرفش .... 
كم مرة رتبنا لغتنا بحزم لنقول أننا لا نعرف، لا نعلم، لا ندرك تماماً، لسنا متأكدين، لا نكاد نجزم يقينا بما نقول، ماذا عسانا نقول؟!


اليوم وفي لحظة كنت أحاول فيها استكشاف مزاجية آننا وهي تدور رحاها أهي سريعة عجولة صاخبة، باردة مثقلة، كسولة متثاقلة، أتكون لحظتنا حيوية مرحة، ما كنت أعرفه تماماً أن لكل لحظة تمر في هذا العمر وجوه كثيرة، بعدد و حجم و كثافة و أناة و صبر، و قسوة ارتباك كل واحد منا، لحظتنا ليست عملة واحدة، وليس لها وجهان فحسب تقف أمامها احتمالات الرياضيات و مكرها.

كنت أظن أيضاً أن للحظة صوت ما،هادئ ساكن خجول، ماكر متعجرف، لئيم متعال، و صوت لا زال يتعلم تهجئة الوقت على أي حال، و اعتقدت كثيراً أن اللحظات تأخذ زينتها عند كل نية بدخول غمار تجربة ما.

و أمام كثير من الثرثرة التي تدور في رأسي بعبثية لا تجد طريقها، أصغي لحديث صديقاتي، و ببساطة و ببسمة لامعة، و عيون براقة تتدفق هذه ال" بعرفش" لتصف كثيراً من اللحظة، لتبدو مختزنة و مكتنزة بالكثير عن الكثير الذي نحسه، هذه ال" بعرفش" تكتنز بكثير من و عن الإحساس الذي نعيشه، و نحسه، و كثيراً عن أفكار لا نجرؤ على نحتها حروفا و كلمات، و أسرار لا نقوى على البوح بها، نحسها، عميقة في فنمضغها على استعجال و ببسمة لامعة مكتنزة بالكثير على أنها مالحة نقول بمهل: " بعرفش"! 

هل " بعرفش" هذه تقف بموازاة لا أعرف، لا أعلم، لا أدري، هل تعني أنني أحتاج لمعرفة مزيد من المعلومات، و أن ليس لدي قدر كاف من التفاصيل و الأفكار؟! 
هل تعني أني اخبيء كثيراً من و عن كل شيء، و كل إحساس و شعور، لكني لا أعرف نحتها حروفاً و كلمات فتسمعها.

تعليقات