معرض لوحات معلقة



أصغي إلى ملامح لون دافئ في صوت  تغريد إذ تقول " في بيروت في زمن يتهاوى فيه كل شيء تحت وطأة الحرب، افتُتح مساء أمس في قاعة السفير معرض “ألوان معلّقة” للفنان مروان عبد العال الذي جمع بين الفن التشكيلي والصرخة الإنسانية في لوحات تنبض بالوجع والجمال في آن." 


في الثلاثين من تموز، أسندت أربع و عشرون لوحة ظهرها للجدران، و تأملت وجوه الحاضرين الطائفين بالوجع، بالذاكرة لوحة، تراوحت بين التجريد والتعبير، وجسّدت مشاهد الوجع و الذاكرة، بالطفولة، بالإنسان الفلسطيني الذي هـُجر ونسي ذاكرته، طفولته، شبابه، و أحلامه معلقة هناك.
يرسم مروان عبد العال  فيصير للوحة عمران، عمر لحظة وجع وذاكرة ترصدها و تستعيدها في امتداد مساحة ألوان رطبة تنتظر أن تجف، و عمر ذكريات قادمة تشخص بأنينها، بألمها، و قهرها و احتراق روحها في غزة تحت نير كل ما تعانيه من عدوان.



لا يتأخر الإبداع لحظة، يأتي بتوقيت دقيق شامخ، و كأنه مرهم يرفع كل هذا الألم المعتق للحظات، في اللوحات حكايات لم تكتمل، و احتشاد للهوية و كثير من الأرض و كثيراً عن الانتماء، فلا ملامح للوجوه تقرأها على اللوحات، لكنها ملامحنا جميعاً، وجوهنا جميعاً، وهو صوتنا الذي تكاد تسمعه و أنت تتطوف بين اللوحات، فكأنها فلسطين في صيرورة وجع و درب تهجير و غياب، و ظل خيمة، و فأس كُسر معوله.
   شارك الفنان و الروائي مروان عبد العال في العديد من المعارض الفنية المشتركة، وظلت ألوانه معلقة في انتظار لحظة الزخم الإنساني التي نعيشها لتقرأ علينا ألوانه كثيراً مما نكون 


تعيد اللوحات الفنية صياغة حنظلة ثانية، مر كثير من الوقت، لا زال يراوح سنينه، معلقاً على أمل، معلقاً على وجع، لا حقيبة مدرسية، ما من أجراس تقرع ليبدأ الفصل الدراسي، وما زال وما زلنا ننتظر الفصل في إبادة كانت ولا زالت مستمرة.

و أصغي ثانية لصوت الفنان مروان عبد العال يقول :" هذه الأعمال ليست مجرّد عرض لوحات، بل  مواجهة من شظايا من الروح. في كلّ واحدة منها ظلّ شهيد، دمعة أم، أو لعبة طفل..."








تعليقات