نقلب صفحات الحكاية يقرأ الأطفال قصة بعنوان ( كواد بيرد)، وبين كلمة و أخرى، و بينما نقف أمام صفحات الغلاف الأولى، يتهجأ الأطفال كلمة بيرد، المكتوبة بحروف عربية، و يستعيدون لحظتهم الخاصة، وذهنهم الخصب، فالعصفور كائننا اللطيف، نقدم له بعض الماء، وقليلاً من الحبوب، فيبتسم و يرقد إلى جانب النافذة، لكن هذا ( كواد بيرد) مارد شرس مخيف، و في انتقال إنساني شرس لمواجهة لحظة الألم، نعيد تشكيل اسم مارد قاتل ( كواد كابتر) لنواجه الألم بالتحدي، و القهر بكبرياء لحظة القرار بأن هناك يوماً آخر لم يسرقه بعد ذلك المارد( الكواد بيرد ( كابتر)
" طائرة الموت المروحية المسيرة محملة بالموت، طورها الاحتلال من آلة تصوير ومسح عسكري لتكون بحجمها الصغير و دقتها العالية آلة تطوف محملة بالموت، و طورها وعي الأطفال لغد لازالوا يحلمون به، و يصنعون خيوطه بأنفسهم، يتألمون لكنهم لازالوا يحتاجون إلى حضن ماما، و حضنها يتسع لهم جميعاً، خائفون، لكن لحظة اجتماعهم و تلاصقهم كافية لمواجهة الوجع،والامتنان للحظة أمن دافئة.
ربما لا يحتاجون الغناء دائماً، لكنهم يغنون بصوت عال، إذ تحاول حناجرهم أن تكون أعلى من صوت ذلك المارد الغريب الذي يمشي مغمض العينين، فعيناه وإن كانت مفتوحة،فهي لا تعرف المكان،ولا تدرك الطريق، ويعلو الغناء بالأمل والتفاؤل و الأمنيات تعويذة الأمهات في حناجرهن، وفي متون الدعاء
حَادِي بادِي، حَادِي بادِي
ما تاخُد هادَا ولا هَادِي
بأحضُنهُم حُضن كبِير
تخَبيهُم عَن عِين الشّرير
وحَادِي بادِي، حَادِي بادِي
يا رَبِّي احفَظْلِي أُولادِي"







تعليقات
إرسال تعليق