الطريق الى الحرية .. تجربة فلسطين تجربة فريدة في استخدام النضال اللاعنفي

الطريق الى الحرية .. تجربة فلسطين تجربة فريدة في استخدام النضال اللاعنفي



خضع الشعب الفلسطيني لفترات تاريخية طويلة من الاحتلال ،بدءا من الاحتلال البريطاني وانتهاء بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وسيطرة الاحتلال على أراضي عام 1948، والتهجير للأهالي وتدمير الأراضي ، وسقوط الضفة الغربية عام 1967 ، وخلال تلك الفترة حاول الشعب الفلسطيني مقاومة هذا الاحتلال ،وقد تباينت وسائل المقاومة من الخيار المسلح إلى المقاومة السلمية ، وفي كثير من مراحل التاريخية للمقاومة الفلسطينية يكون الخيار العسكري ليس هو خيار الشعب الفلسطيني وإنما ردة فعل مقابل سياسيات الاحتلال ،خاصة الاحتلال الإسرائيلي الذي لا ينتهج إلا الوسائل العسكرية والعصابات الإرهابية والقتل والتشريد.
شكلت المقاومة اللاعنفية في فلسطين جانبا من القوة، أكثر من الخيار العسكري ، لما يعنيه الخيار الثاني من ضعف في الإمكانيات لا تضاهي القدرات للطرف المقابل ، بالإضافة إلى حصر المشاركة في هذا النوع من المقاومة بالأشخاص الذين يستطيعون ممارسة الخيار العسكري ، أما في حال استخدام النضال اللاعنفي الشعبي يمكن حشد طاقة بشرية كبيرة للمشاركة فيه دون النظر إلى الجنس والعمر أو القدرة على استخدام السلاح.ويلاحظ أن الشعب الفلسطيني كان مدفوعا ومرغما في كثير من الأحوال على الخيار العسكري العنيف،رغم قصور قدراته الآلية والكوادر البشرية المؤهلة وذلك استجابة للغطرسة الإسرائيلية.
ولم يدخر الفلسطينيون جهدا في تلك الفترة من أجل تكوين الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال عقد المؤتمرات بشكل دوري ، ولكن هذا لا يتنافى مع وجود ثورات واستخدام وسائل قتالية بسيطة وكانت انتفاضة يافا 1921 واستمرت 15 يوما وأسفرت عن مقتل عدد كبير من الطرفين.
في محاولة من الجانب البريطاني لاحتواء القضية الفلسطينية بادرت إلى إصدار دستور فلسطيني يقضي بقيام مجلس تشريعي برئاسة المندوب السامي ،مع توزيع الأعضاء على المسلمين والمسيحيين واليهود بشكل غير مرض للفلسطينيين ،وكانت ردة فعل الفلسطينيين على هذا مقاطعة انتخابات المجلس التشريعي. وقد حافظ الشعب الفلسطيني على خيار المقاومة اللاعنفية للاحتلال، فقد شهد عام 1925 افتتاح الجامعة العبرية على جبل الزيتون، وكانت ردة الفعل على ذلك إضرابات وبرقيات احتجاج واستنكار وأغلقت أبواب المسجد الأقصى في وجه الوزير البريطاني .
وقد اشتعلت الانتفاضة في الضفة وغزة بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت عام 1982 وفقدان الأمل في في تحرير فلسطين من الخارج، وتأكد الشعب الفلسطيني أن التحرير لا يكون من الخارج، وأن هناك ضرورة ملحة لنقل المقاومة إلى فلسطين ، وكان لتردي الأوضاع والانشقاق الذي حدث بين صفوف حركة فتح عام 1983، والحرب على المخيمات الفلسطينية عام 1985 دورا في تلك الأحداث .
وشاركت في الانتفاضة مدن الضفة الغربية وقراها وقطاع غزة، وشهدت أيضا مشاركة شعبية واسعة لجميع الفئات وطبقات المجتمع، بالإضافة إلى دور العنصر النسوي في المقاومة ضد الاحتلال ، حيث كان للمرأة الفلسطينية الدور الفاعل ليس فقط من خلال المقاومة بالمعنى العام، ولكن من خلال جهدها في حركة التنظيم الشعبي والمقاطعة الاقتصادية.
وقد قدمت الانتفاضة الفلسطينية عام 1987 نموذجا راقيا للمقاومة اللاعنفية من حيث وسائل القتال المستخدمة من الاضراب و الاعتصام و حمل الأعلام و الرسم على الجدران و المدارس الشعبية و الوجه للعمل في الأرض و التكافل الاجتماعي و التنظيم الأسري الذ كان سائدا.
وبعد البدء ببناء جدار الفصل العنصري عام 2002 بدأت مجموعة من القرى محاولة مقاومة هذا الجدار عن طريق المقاومة الشعبية لاسيما الاعنفية منها وقد نجحت في حشد متضامنين من بقاع العالم مما ساهم في نشر معاناة الشعب الفلسطيني .
 



تعليقات

المشاركات الشائعة