حول كتاب العرب بين الشخصنة والجتمعة

حول كتاب العرب بين الشخصنة والجتمعة- للكاتب عدنان الصباح

العرب بين الشخصنة والجتمعة هو دراسة نقدية تمثل  كتابا فكريا يحوي في طيه عددا من المقالات في مواضيع مختلفة ويتضمن في جزئه الأخير  بحثا بعنوان جتمعة الفرد فلسفة بناء الذات من خلال الآخر، والآخر هنا يعرض بصور عديدة فلا تقتصر على العدو.


أعلى النموذج
أسفل النموذج

الكتاب الذي يحمل في طيه العديد من الأفكار يأتي عفويا في شكله فهو لا ينضوي تحت مظلة دار نشر أو جهة رسمية، وهذا يترك أثرا طيبا في استقلالية الكلمة، كما أنه لا يعتمد الشكل التقليدي لبناء الكتاب فلا يعرف بكاتبه ولا يضمن صفحاته فهرسا للمحتويات.
الكاتب عدنان الصباح
 مفكر وكاتب فلسطيني وهو مؤسس ورئيس الحملة الدولية لتوثيق جرائم الحرب وعضو مؤسس لاتحاد الكتاب الفلسطينيين في القدس  و رئيس مركز جنين للإعلام ، صدر للكاتب العديد من المنشورات منها: مخيم جنين ربيع2002  باللغات العربية والانجليزية والفرنسية ،درب خبز والحديد، الإعلان اليساري، سنابل شمالية، من يوميات مواطن، برد الوحدة. 

رؤية مختلفة:
يقع الكتاب في 112 صفحة، استهلت الصفحة الأولى منه بالإهداء الذي وشى بالكثير مما قد تحمله الصفحات وما قد يحمله الكاتب من أفكار" إلى جمال عبد الناصر الذي حاول صناعة الوحدة العربية دون مأسسة فذهب وتراجع الحلم كثيرا، إلى صدام حسين الذي حاول مقاومة أمريكا دون مأسسة فذهب واحتلت العراق،إلى شكري القوتلي الذي تنازل عن كرسيه للوحدة دون مأسسة  فذهب الكرسي وذهبت الوحدة،إلى سوار الذهب الذي حاول تطبيق الديمقراطية دون مأسسة فغاب وغابت الديمقراطية"

 نهج لا يكرر:
يورد الكاتب فيما أسماه اعتذارا واعترافا توجها نحو القومية العربية كنهج مثال وقد عرض ذلك من خلال صور و تجارب الزعماء العرب الذين انتهجوا الفكر القومي العربي بتجربة يصعب تكراراها.

صوت الواقع وشخصيات متشكلة:
يتطرق الكاتب من خلال ما يورده من مقالات متعددة إلى طبيعة تشكيل الشخصية العربية وما تأثرت به بنيتها من أحداث سياسية واجتماعية  أدت إلى بحث العربي عن شخصية النموذج في القائد مما ساعد في خلق جيل عربي خاضع لإرادة القائد الأوحد، وساعد في إبراز شخصيات سياسية عديدة كانت قادرة على قيادة البيئة العربية المتشكلة بعد خروجها من نير العديد من أنماط الاحتلال والاستعمار بكافة أشكاله.
يتطرق الكاتب إلى نموذج القومية العربية في مصر وشخصية القائد الشمولي التي تعتمد على وجهة نظر واحدة ورؤية فردية فيكون صاحب القرار السيادي والسياسي الوحيد.
يتابع الكاتب حالة انعكاس الحياة السياسية في هذه العهود على طبيعة تنشئة المواطن العربي وما أفرزته من نموذج عربي وما آلت إليه الأمور حاليا في الواقع العربي.

انعكاسات لرؤية واحدة وواقع مختلف:
تحدث الكاتب عن تأثر الحضارة العربية بنموذج الحياة السياسية والاجتماعية في الغرب حيث تم الـتأثر بالنمط السائد واستقطاب قوالب فكرية وأيدلوجية من الغرب ومحاولة تطبيقها في الواقع العربي دون أن تراعى فروق المؤثرات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والدينية، فإن طبيعة الحياة الاجتماعية في دول أوروبا في القرون الوسطى وسيطرة الكنيسة المطلقة تحت مظلة الدين كانت كفيلة بخلق الكثير من الكبت الذي وعد بالعديد من التغيرات التي أخذت وقتا طويلا وصولا إلى نمط الحكم الديمقراطي الحالي، في الوقت الذي تعتمد فيه الدول العربية بروتوكولات الحكم الديمقراطي وآلياته الإجرائية من الترشيح والانتخاب دون أن تعد الفرد كإنسان واع ديمقراطي يمارس الديمقراطية كنمط حياة، ويعيشها أسلوبا يتجاوز حقه في ممارسة الاقتراع.

أجيال تنشأ وسط ركام التاريخ:
يدرس الكاتب في صفحاته أثر الأحوال السياسية والاجتماعية على نمط تنشئة الفرد العربي وطبيعة التربية التي يخضع لها الأجيال واحدا تلو الآخر، والتي تعتمد على نهج أبوي يمارس سياسة الصوت الأوحد، والرؤية الواحدة وربما يفسر هذا على نطاق واسع بنية المجتمع وتركيبته ويبرر الأيدلوجيات السياسية المتعبة.














تعليقات

المشاركات الشائعة