الثقافة العربية والتجديد الاسلامي


الثقافة العربية والتجديد الاسلامي
 للكاتب نبيل علقم
الثقافة العربية والتجديد الاسلامي هو كتاب فكري صادر عن مركز فلسطين للدراسات والنشر – رام الله و المركز الإسلامي المستقل للدراسات والنشر سان خوسيه- كاليفورنيا  صدر الكتاب بطبعته الأولى عام 1999 وجاء بتقديم سلامة النسور أما الطبعة الثانية فجاءت بتقديم د. شريف كناعنة في العام 2002 .

ونبيل علقم كاتب وباحث ومفكر من مواليد ترمسعيا- رام الله في العام 1945 . درس الأدب- قسم التاريخ في جامعة دمشق ، وعمل في مدارس القدس ورام الله بين العام 1963 والعام 1987 . شارك في العديد من المهرجانات و المؤتمرات ، ينشر العديد من مقالاته في الصحف والمجلات العربية والفلسطينية وفي الولايات المتحدة الأمريكية.

صدر للكاتب العدبد من الكتب والأبحاث والدراسات مثل: مدخل لدراسة الفولكلور ، الملابس الشعبية الفلسطينية، الإنجاب والطفولة" دراسة في الثقافة والمجتمع الفلسطيني"، ظاهرة الهجرة في المجتمع الفلسطيني، الحوار شرط للنهوض الإسلامي، انتفاضة الأقصى، الانتداب البريطاني في الذاكرة الفلسطينية.

يقسم نبيل علقم كتابه إلى أبواب يعطي كلا منها عنوانا معينا، ويقسم كل باب إلى عدة فصول، كما يختم كل باب من الأبواب بفهرس لأهم المصادر والمراجع وهذا يظهر أن الكتاب الفكري جمع العديد من الأبحاث والدراسات حول الثقافة العربية وماهيتها ونقاط الاتصال والتصادم بين هذه الثقافة والعقيدة الإسلامية.

ويوفر الكتاب بالإضافة إلى فهرس للمحتويات كشافا تحليليا للأسماء وآخر للأماكن وثالث يتناول أسماء الشعوب والجماعات ورابع للمصطلحات والمفاهيم، وهذه المراجع والملاحق اثرت العمل العلمي وجعلته مناسبا كمرجع فكري في مواضيع الدراسة.

يشكل كتاب الثقافة العربية والتجديد الإسلامي دراسة تعمد إلى تفكيك وتحليل المفاهيم التي تشكلت من خلالها جذور الثقافة العربية وكيف أثرت على طبيعة السلوكيات المعرفية والانسانية وكيف كان للإسلام أن يأتي بخطاب مجدد يحاول أن يوازن بين روح الانسان وعقله ويحد من هيمنة الثقافة العربية.

الثقافة والتراث العربي:
عرض الكتاب لمفهوم الثقافة من مناطير مختلفة فرقت بين مفهوم المثقف المتداول حاليا ومفهوم الثقافة كأسلوب حياة ونمط سائد في مجتمع معين معتقدات وأفكار، والثقافة كآلية تفكير محددة في مجتمع معين، كما انتقل الكاتب إلى تحليل العناصر الرئيسية المشكلة للثقافة العربية والعوامل التي ساعدت على تشكلها وأثرت في وجودها.

قام الكتاب في جزء من أجزائه البحثية على المقارنة والمقاربة أحيانا بين التراث العربي والتراث والعقيدة الاسلامية، حيث وازن بين عدة مفاهيم كالمعقول واللامعقول ومفهوم القبيلة ومدى الاختلاف في الرؤية بين التراث العربي والرؤية الإسلامية في تحليل هذه المفاهيم والتعامل معها.

يستمر الكاتب في دراسة أثر بعض العناصر على الثقافة العربية وآليات التأثير عليها مثل التغريب وحركة الاستشراق، والاحتلال والاستعمار، إضافة إلى الإعلام وأثره في الرؤية الفكرية والثقافية المتشكلة.

يعرض الكتاب في فصول كتابه الأخيرة حالة من التطبيق  التي تضهر النتائج التي يظهر من خلالها تغليب الأفراد في المجتمع للخطاب الثقافي على خطاب العقيدة والتعامل مع هذا الخطاب الثقافي كقوة دينية حتى بات هناك الكثير من الخلط بين الدلالات المتعددة لهذه المفاهيم. ويبرز هذا جليا في العديد من المواضيع مثل الانتماء فهو يترجم في الثقافة العربية بالتعصب والانتماء إلى الحدود الضيقة بينما يكون مفهوم الانتماء أكثر اتساعا في العقيدة الاسلامية.

وفي مناقشة الكاتب لتأثير الثقافة العربية على طريقة التعامل مع المرأة، أظهر من خلال العديد من الأمثلة التي أوردها حول حضور النساء في الحروب الإسلامية، وطرق التعامل اللائقة للصحابة مع النساء، وأن طريقة التعامل العنيف مع المرأة وما يلحق بها من أذى وضرب ليست إلا انعكاسا للثقافة العربية وليست نهجا إسلاميا ويعزى ذلك إلى طبيعة التفسيرات لبعض النصوص الشرعية بطريقة تخدم الرؤى الثقافية السائدة.

يشكل هذا الكتاب حالة واعية تقيم الوضع الحالي الراهن لطبيعة المجتمع العربي وتحلل جذوره الفكرية وتعالج الأسباب التي رسمت المشهد الثقافي بهذا الشكل، لتكون الدراسة مؤشرا نابضا بالوعي والإدراك.




تعليقات

المشاركات الشائعة